وقالت الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 45 ألف شخص فروا جراء تصاعد القتال في محافظة درعا بجنوب غرب سوريا واتجهوا صوب الحدود مع الأردن.
ويستهدف الرئيس بشار الأسد استعادة السيطرة على منطقة مهمة من الناحية الاستراتيجية على الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل معتمدا على القوة الدافعة التي حققتها قواته في أماكن أخرى من سوريا في الصراع المستمر منذ سبعة أعوام.وذكرت وسائل إعلام رسمية أن القوات الحكومية فتحت جبهة جديدة في الهجوم على الجزء الذي تسيطر عليه قوات المعارضة من مدينة درعا، عاصمة المحافظة، يوم الثلاثاء. وأبلغ قائد عسكري في التحالف الإقليمي الذي يساند الأسد رويترز بأن الهدف هو الوصول إلى معبر نصيب مع الأردن، وهو شريان اقتصادي تسيطر عليه المعارضة منذ 2015.
ويواصل الأسد الهجوم بدعم روسي على الرغم من تحذيرات الولايات المتحدة التي تسعى إلى تثبيت اتفاق ”خفض التصعيد“ الذي توسطت في التوصل إليه مع موسكو في الجنوب الغربي العام الماضي. وكانت واشنطن حذرت الأسد من تبعات خطيرة.
لكن لا يوجد ما يشير حتى الآن إلى القيام بتحرك لوقفه: فقد أبلغت واشنطن الجيش السوري الحر أن عليه ألا يتوقع دعما عسكريا للمساعدة في التصدي للهجوم، وفقا لما ورد في نسخة من رسالة بعثت بها واشنطن إلى قادة فصائله في المنطقة.
واتجه مسار الحرب ناحية الجنوب الغربي منذ سحق الأسد، بدعم من القوة العسكرية الإيرانية والروسية، آخر الجيوب المتبقية من المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة قرب مدينتي دمشق وحمص.
وكانت سيطرة الأسد قد تقلصت إلى جزء صغير فقط من سوريا في 2015 ولكنه الآن أصبح يحكم قبضته على أكبر جزء منفرد من البلاد، غير أن كل الحدود الشمالية مع سوريا تقريبا وكثيرا من مناطق الشرق لا تزال خارج سيطرته.
وذكرت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله اللبناني والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية السورية انتزعت السيطرة على منطقة من أراضي المعارضة تشمل بلدة بصر الحرير في شمال شرق درعا، وذلك في أول تقدم كبير في الشمال الغربي.
ولم تصدر بيانات من جماعات المعارضة على التقدم الذي تتحدث عنه الحكومة.
وأفادت وسائل إعلام رسمية بأن الطائرات الحربية والمدفعية الحكومية استهدفت القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة من مدينة درعا على الحدود مع الأردن، بغية قطع طريق الإمداد إلى الأردن.
وقال المرصد السوري إن الضربات الجوية استهدفت بلدة نوى التابعة للمعارضة للمرة الأولى منذ نحو عام.
ويركز الهجوم حتى الآن على محافظة درعا وليس على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة بمحافظة القنيطرة المجاورة على حدود الجولان، وهي منطقة أكثر حساسية بالنسبة لإسرائيل.
وهناك تصميم إسرائيلي على إبقاء القوات الإيرانية وتلك التي تدعمها طهران وتساند الأسد بعيدا عن حدودها، وتريد إخراجها على نطاق أوسع من سوريا.
في الوقت نفسه قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) والمرصد السوري إن صاروخين إسرائيليين سقطا بالقرب من مطار دمشق الليلة الماضية. وامتنع متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق على النبأ.
وقالت سانا إن الضربات الصاروخية بالقرب من مطار دمشق الدولي تدل على دعم إسرائيل لمقاتلي المعارضة في جنوب غرب البلاد.
وإيران حليف رئيسي للأسد وتساند عدة فصائل مسلحة منها حزب الله اللبناني الذي يقاتل دعما للرئيس السوري.
* مخاوف إنسانية
وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن مدنيين من بينهم أطفال سقطوا بين قتيل ومصاب وأن مستشفى توقف عن العمل بسبب ضربة جوية.
وأضاف أن عدد الفارين بلغ 45 ألفا.
وقال أحمد الدبيس مدير السلامة والأمن في منظمة (يو.أو.إس.إس.إم) الطبية الخيرية التي تعمل في مناطق المعارضة بسوريا ”الناس لا تعرف أين تذهب“.
وذكر أن خمسا من منشآت المنظمة في الجنوب، ومن بينهما عيادة متنقلة ومركز للرعاية الصحية، توقفت عن العمل خلال الاشتباكات الأخيرة.
وقالت بتينا لوشر المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن البرنامج يوفر الغذاء لنحو 30 ألف شخص ويعتزم توصيل المزيد خلال الأيام المقبلة عبر الحدود من الأردن.
وأضافت ”نتوقع أن يزيد عدد النازحين إلى أكثر من المثلين مع تصاعد العنف“.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يوم الثلاثاء إن حدود الأردن ستبقى مغلقة وإن الأمم المتحدة يمكنها مساعدة السوريين الفارين من العنف داخل بلادهم.
وكتب الوزير على حسابه على تويتر ”لا تواجد لنازحين على حدودنا والتحرك السكاني نحو الداخل، حدودنا ستظل مغلقة ويمكن للأمم المتحدة تأمين السكان في بلدهم. نساعد الأشقاء ما استطعنا ونحمي مصالحنا وأمننا“.
وأفاد مصدر من المعارضة بأن السلطات الأردنية حذرت بدافع السلامة الفصائل من السماح بتدفق اللاجئين قرب الحدود المغلقة فعليا منذ سنوات.
المصدر:رويترز