أحكمت قوات الجيش الوطني اليمني بمساندة من قوات خاصة إماراتية سيطرتها على مدينة المخا الاستراتيجية ومينائها بعد أن شهدت حرب شوارع إثر تحصن الميليشيات الحوثية بالمنازل وتحويل السكان إلى دروع بشرية.
وأكدت مصادر خاصة لـ”العرب” انهيار ما تبقى من مقاتلي الحوثي وصالح تحت ضغط الحصار وعمليات التمشيط الدقيقة التي حرصت على تجنب إيقاع الخسائر في صفوف المدنيين والمنشآت العامة والخاصة.
وعزا مراقبون النصر الذي تحقق في المدينة إلى الخبرات العسكرية العالية التي تتمتع بها القوات الإماراتية الخاصة التي قادت المعركة إلى جانب الجيش الوطني.
ويعد هذا الانتصار الإنجاز الأبرز الذي يمهد الطريق لتحرير الساحل الغربي لليمن ويقطع نصف المسافة في ما يتعلق بأهداف عملية “الرمح الذهبي” التي أعلن عنها في السابع من يناير الماضي.
وزج الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيون بنخبة قواتهم في سبيل الحيلولة دون خسارة المخا انطلاقا من الأهمية الاستراتيجية التي يمثلها ميناء المدينة باعتباره ثاني أكبر الموانئ اليمنية على البحر الأحمر ونقطة الثقل العسكري الرئيسية التي تفسح المجال أمام تحرير الساحل الغربي وصولا إلى الحديدة.
ووصف خبراء عسكريون تحرير المخا بأنه نقطة تحول مفصلية في مسار الحرب بين الشرعية والانقلابيين، إضافة إلى أهميته من ناحية التكتيك العسكري الذي اتبعه التحالف العربي.
وعمد المستشارون العسكريون والقوات الإماراتية التي شاركت في تحرير المدينة إلى استخدام أسلوب عسكري خاطف، حال دون إلحاق الأذى بالمباني والسكان الذين حولتهم الميليشيا إلى رهائن بهدف استخدامهم كورقة ضغط إنسانية.
واعتبر صالح أبوعوذل رئيس تحرير صحيفة “اليوم الثامن” اليمنية في تصريح لـ”العرب” أن عملية “الرمح الذهبي” لتحرير ساحل البحر الأحمر في اليمن كشفت خاصة عن الإمكانيات العسكرية التي تتمتع بها القوات الإماراتية.
وعن مرحلة ما بعد المخا، أضاف أبوعوذل أنه تم تأمين المخا بشكل كليّ والآن تستعد القوات الداعمة للشرعية لاستعادة الخوخة الساحلية (60 كم شمال المخا) والانطلاق صوب ميناء الحديدة (شمالا) والذي يعد الهدف الرئيس من عملية الرمح الذهبي”.
العرب اللندنية