==============================
كان للقضية السورية وتداعياتها نصيب وافر من مقالات الصحف العالمية في أكتوبر، تناقلت فيها فتح المعابر الحدودية البرية وما له من شأن مهم في منح النظام السوري دفعة معنوية كبيرة، والظروف التي يقاسيها اللاجئون في تركيا والداخل السوري وعلى الحدود مع الأردن.
والبداية من الصحف التي تناقلت فتح المعابر الحدودية في سوريا مع دول الجوار، فقد نشرت صحيفة الغارديان البريطانية في وقت سابق من الشهر الحالي أن إسرائيل وسوريا اتفقتا على إعادة فتح معبر الجولان وهو ماصرحت به سفيرة الأمم المتحدة “نيكي هيلي” في بيان لها قالت فيه: “إن فتح معبر القنيطرة سيسمح بحفظ السلام؛ وسيسمح لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بتكثيف جهودها لمنع الأعمال العدائية في منطقة مرتفعات الجولان”.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقريرها إن قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF) كانت تقوم بمراقبة عملياتها في المنطقة منزوعة السلاح التي أنشئت في عام 1974 بين الجولان الذي تحتله إسرائيل والقطاع السوري، إلّا أن مهمة حفظ السلام تعطلت بسبب الحرب في سوريا.
فيما يخص المعبر الحدودي الآخر والذي تم افتتاحه في أكتوبر الحالي، تناولت وكالة الأنباء الأسوشيتد برس إعادة فتح معبر نصيب الحدودي البري بين سوريا والأردن.
استهلت الوكالة تقريرها بأن المعبر الحدودي الحيوي بين سوريا والأردن تم إعادة فتحه للمرة الأولى بعد مضي 3 سنوات على إغلاقه وسط وعود بعودة الحركة التجارية و حركة النقل بين البلدين والتي توقفت في ظل الحرب.
وتابعت الوكالة إن إعادة فتح المعابر هو دفع هام لنظام بشار الأسد باستعادة الحركة التجارية الحيوية مع العالم الخارجي.
و هو أمر يعزز رسالة النظام السوري بأنه يخرج ببطء منتصراً من الصراع الذي امتد سبع سنوات. كما سيجلب راحة مادية كبيرة للنظام السوري باستعادة بوابة التصدير للدول العربية، فاستعادة الحركة التجارية من خلال المعبر سيكون نصراً دبلوماسياً لنظام الأسد المعزول عن دول الجوار العربي منذ اندلاع الحرب عام 2011.
في قضية المعابر الحدودية البرية مع العراق، نشرت صحيفة الأندبندنت البريطانية تقريراً أفادت فيه بأن مبعوث النظام السوري أعلن عن إمكانية فتح الحدود بين سوريا والعراق قريبا.
وقالت الصحيفة إن قناة المنار أفادت بأن مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري صرح: “لقد سعينا لإعادة فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وسنفتح المعابر الحدودية الأخرى مع العراق قريبا”.
بالانتقال للأوضاع التي يواجهها اللاجئون السوريون في دول اللجوء، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً تناولت فيه إن الناس الذين يحاولون في ظل ازدياد التوتر في إدلب أن يفروا إلى تركيا يتم تخييرهم بين الحجز أو التنازل عن حقهم بطلب اللجوء.
وأشارت الصحيفة أنه في ظل حالة الحيرة التي تلف مصير آخر معاقل المعارضة في إدلب حيث قوات النظام وفصائل المعارضة حالياً في مواجهة شديدة، وجد تحقيق للغارديان أن اللاجئين السوريين الغير مسجلين في تركيا يواجهون الاعتقال والاحتجاز والترحيل وإعادتهم إلى الحرب التي فروا منها، فالبعض يدّعي أنهم وقّعوا بالإكراه على تصريحات تفيد بأنهم عائدون إلى بلادهم بمحض إرادتهم.
ونقلت الصحيفة عن غيري سمبسون التابع للجنة حقوق الإنسان في جنيف قوله “هذا ترحيل غير قانوني لأنهم لاجئون وإرسالهم إلى بلادهم يرقى للترحيل القسري”.
ونوهت الصحيفة أن تركيا تستضيف حاليا أكثر من 3.5 مليون لاجئ وهو الرقم الأعلى للاجئين في العالم، وتركيا تتباهى بسياسة الباب المفتوح أمام السوريين. ولكن الآن وبما أن روسيا وقوات النظام على مقربة من إدلب فالأشخاص الذين يحاولون الفرار من حمام دم متوقع وجدوا أبواب تركيا مغلقة.
واختتمت صحيفة الغارديان تقريرها بأن الشرطة التركية زادت من حواجزها وكثفت حملات المداهمة لتعتقل السوريين من دون وثائق أو من دون رخص للسفر خارج المدن التي سجلوا فيها، وقد قامت السلطات المحلية في المقاطعات بإيقاف التسجيل للوافدين الجدد ليتركوهم بذلك غير قادرين على العمل بصفة قانونية أو حتى زيارة المشافي وعرضة للاعتقال.
في قضية اللاجئين في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا أواخر الشهر الحالي تناولت فيه الأوضاع المزرية في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية وسط الصحراء و تحذيرات الأمم المتحدة من أن الظروف الإنسانية قد وصلت إلى مرحلة حرجة.
وأشارت الصحيفة بأن الأمم المتحدة قدرت أن 80% من الناس هناك هم من النساء والأطفال. ونقلت شهادات من قاطنين في المخيم بأن التحدي الأكبر هو إيجاد الطعام حيث مات الكثير بسبب شح الغذاء والدواء وغياب الأطباء والرعاية الصحية وسط الصحراء وطقسها القاسي حيث ضربت المخيم مؤخراً عاصفة غبارية دمرت خيماً واقتلعت سقوف بعض الأكواخ المؤقتة. وأظهرت تلك الشهادات الأوضاع المأساوية واليأس الذي يقاسيه النازحون هناك.
وقالت الصحيفة إن الأوضاع المتردية في المخيم هي نتيجة الصراع الدائر حولها؛ فقد قامت قوات النظام بتشديد القيود على البضائع من وإلى المنطقة و قد منعت هيئات الإغاثة المحلية والتجار من الوصول إلى المنطقة.
مجلة الحدث – صباح نجم