تابعنا جميعاً صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الغربية والعربية، وهي تعرض صورة لطفل سوري اختلط لون الرماد مع لون الدم على وجنتيه، بعد أن أُخرج من تحت ركام بيت أسرته المدمر.
كانت تعابير وجه الطفل عمران دقنيش جامدة حائرة، وكالعادة تسابق الإعلاميون وقادة الرأي في إبداء تعاطفهم، وانهمرت دموع التماسيح من بعض من كانوا سبباً في مأساة هذا الطفل، بل مأساة شعب فقد كل شيء.
لم يتوقف القصف، عشرات الأطفال يموتون أسبوعياً، ومن تبقَّى منهم فهو يستيقظ كل يوم على صوت القذائف والبراميل كأنه ينتظر الرحيل عن هذا العالم، فضلا عمّن فقد عائلته كلها في القصف ولم يعد لحياته أي معنى.
عن أية عدالة يتحدث المجتمع الدولي؟ أليس الحل واضحاً كقرص الشمس في رابعة النهار، بالمناسبة «رابعة» هي رواية أخرى تحكي عدالة هذا المجتمع، لسنا بصدد الحديث عنها في المقال.
في سوريا يستمر نزيف الدماء ونخسر يومياً مزيداً من الأرواح وما زال النقاش يدور حول: هل على الأسد أن يبقى في السلطة أم يرحل؟!! وكأن الأسد هو وحده من قتل مئات الآلاف بيده الآثمة.
ليست هذه أول صورة تنشر لتؤثر في الرأي العام العالمي، فمن قبلها انتشرت صورة الطفل الغريق ذي القميص الأحمر إيلان الكردي، وهناك العشرات من القصص الحزينة التي لم تجد من يوثقها.
السؤال الذي يجدر بنا أن نسأله: هل هذه الصور من الممكن أن تؤثر في الطيارين والجنود الذين يرمون البراميل المتفجرة بدم بارد ولا يفرقون بين طفل أو مقاتل؟! وهل تخدم هذه الصور القضية؟
بالتأكيد قد تؤثر في الرأي العام، خصوصاً في دول ديمقراطية تملك مفاتيح الحل، ولتقريب الفكرة نستعيد في أذهاننا حراك الشعب الأميركي والمظاهرات الضخمة التي كانت تجوب شوارع مدن أميركا الكبرى أثناء حرب فيتنام.
ففي ذلك الوقت نشرت الوكالات والصحف صورة لطفلة فيتنامية وهي تركض مع جمع من البشر يصرخون بعد إصابتهم بقنابل كيماوية حارقة، وأسهمت هذه الصورة في إثارة الناس وتجييشهم ضد الحرب، وللمطالبة بالسلام.
مع ذلك لا يمكننا التعويل على العواطف، فنحن في زمن فقد كثير من الناس فيه العاطفة، وفقدوا عقولهم أيضاً من هول الأحداث وتسارعها، ولا شك أن السوريين وعوا ذلك منذ وضعوا شعاراً لثورتهم (مالنا غيرك يا الله).
تغريدة: صورة الطفل الجريح #عمران وصور أخرى من مآسي حرب #سوريا من الممكن أن تثير عواطف شعوب العالم، ولكن هل لها أن تؤثر فيمن فقد عاطفته وعقله؟
عبدالله الملا – العرب القطرية