المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 10/2/2015
إن نظام الأسد إستهداف بشكل يومي ومستمر المشافي والكوادر الطبية التي يعتبرها عدوه الأول، وبذلك يكون قد خالف جميع الاتفاقيات الدولية التي تدعو إلى تحييد الطواقم الطبية عن الحرب، مع العلم أنَّ جميع دول العالم تحيد المشافي عن القصف، في حين أن نظام الأسد ومنذ انطلاق الثورة عمد لاستهداف سيارات الإسعاف والمسعفين والمشافي الميدانية، كما أن نظام الأسد يتعامل بقسوة أكبر مع المعتقلين من الأطباء الذين قدموا خدمات إنسانية، وهناك الكثير من الأطباء الذين قضوا تحت التعذيب.
وخوفاً من عواقب الذهاب إلى المشافي الحكومية، آثر العديد من الناس البحث عن المعالجة إما في مشاف خاصة أو في المشافي الميدانية ذات الأجهزة البسيطة، أو نقل المصاب إلى المشافي التركية إذا كانت حالته حرجة.
مع كل هذه المعاناة التي يعانيها الناس، كان لابد لبعض المنظمات الخيرية والمؤسسات الإنسانية من بناء مشافي لمعالجة المصابين والمرضى مجاناً، فتمَّ تجهيز عدة مشافي في ريف إدلب الجنوبي، وكان أضخمها مشفى أورينت في مدينة كفرنبل حيث يُخّدم عشرات القرى المجاورة ويتوافد عليه مئات الحالات يومياً، حيث هناك بعض الناس يأتون من سهل الغاب التي تبعد حوالي 25كم.
يقول “الطبيب حمزة” هناك نقص في بعض الأجهزة والمعدات الطبية، وأهمها ” الطبقي المحوري” حيث تعود أهمية هذا الجهاز كونه ضروري جداً، في تشخيص إصابات العمود الفقري، والنزف الداخلي، والجلطات الدماغية، وإصابات الرأس، ووجوده يخفف الحالات المحولة إلى تركيا، وخاصةً أن الطريق إلى تركيا صعب وخطر ويمكن أن تتفاقم إصابة المريض ويتدهور وضعه الصحي خلال السفر.
“أبو أنس” من أهالي ريف إدلب الجنوبي، يشكو من ألمٍ في الظهر، يقول: ذهبت إلى أحد الأطباء المختصين، وقد طلب مني صورة “طبقي محوري” وقال إن هذه الصورة ضرورية جداً، لكي أستطيع أن أشخص لك المرض، يضيف “أبو أنس” أنا لا أستطيع أن أذهب إلى مناطق سيطرة النظام لأني مطلوب بتهمة التظاهر، حاولت الذهاب إلى تركيا فمنعوني من الدخول إلى الأراضي التركية لأني لا أملك جواز سفر، ومازلت أعناني من ألم شديد في ظهري ومشكلتي متوقفة على صورة “الطبقي المحوري” لكي يستطيع الطبيب تشخيص المرض ويصف لي العلاج المناسب.
أما “أبو عمر” فيقول لقد سقط أحد البراميل المتفجرة بالقرب من منزلنا فأصيب ولدي “عمر” بشظية في رأسه، فنقلناه مباشرة إلى أحد المشافي الميدانية القريبة، فأجروا له الإسعافات الأولية وطلب منا الطبيب أن ننقله إلى تركيا لأنه بحاجة إلى صورة “طبقي محوري” لرأسه خوفاً من النزيف الداخلي، فتمَّ تجهيزه بسيارة إسعاف لنقله إلى تركيا، وعند وصولنا إلى الحدود السورية التركية كانت المعابر مغلقة بسبب المندلعة بين فصائل الثوار، حاولنا أن ندخل تهريب ولكن لم نستطع بسبب إستنفار الجيش التركي على الحدود، إنتظرنا أكثر من خمس ساعات حتى إستطعنا الدخول، وعند وصولي إلى المشفى قال لي الأطباء لقد تأخرت، وهناك إحتمال كبير أن يفقد المريض بصره، ولكن بفضل من الله لقد نجحت العملية وتعافى ولدي.
هناك آلاف الحالات التي لايمكن إنقاذها بهذه الطريقة، بسبب التأخير وخطورة الطريق على المريض، وهناك آلاف المصابين الذين لايتحملون مشقة السفر ويتوفون قبل أن يصلوا إلى المشفى. وهذا الأمر يقع على عاتق وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة، يجب أن تدعم المشافي الميدانية في المناطق المحررة، بأجهزة متطورة.