برزت ظاهرة القرصنة مع شيوع استخدام الكمبيوتر، ليتحول فيما بعد السلوك المنحرف للمراهقين الشغوفين بالتكنلوجيا، إلى حرب تشن بين الدول وتلحق أضراراً جسيمة، وسرعان ما زاد انتشارها في العصر الحديث كانتشار النار في الهشيم.
واحدةٌ تلو الأخرى أعلنت شركات دولية كبرى ومؤسسات وحكومات، أنها تعرضت أو تتعرض لهجوم الكتروني ينتشر بسرعة، متخفٍ وغير واضح يضرب ويفتك وينتشر لكنه لا يدرك إلا بعد أن يكون قد تمكن، ذاك ما أظهر وبقوة سمة وباء تضاف للعصر الحديث (القرصنة الالكترونية).
في هجوم واسع النطاق وحديثاً تعرضت عشرات الدول في العالم لهجمات الكترونية متزامنة، واستهدف القراصنة منشآت نووية وصناعية وشبكات نقل وأنظمة مصرفية، فيما أكد الخبراء أن الفيروس هو نسخة مطورة عن برنامج “بيديا” والذي ضرب أكثر من مئة بلد العام الماضي.
بدأ الهجوم أولاً من أوكرانيا إلى أوربا، فأمريكا ليضرب منشآت نووية وصناعية ومصارف وشركات نقل، حيث أعلنت الحكومة الأوكرانية عن تعرض شبكة حواسيبها لهذه الهجمات التي استهدفت المؤسسات الخدمية وأولها المطار الرئيسي في العاصمة وشبكة مترو الأنفاق، بالإضافة إلى شركات للطاقة وعدد من المصارف وسلاسل متاجر التجزئة، عداك عن ضرب تلك الهجمات نظام مراقبة الإشعاع في المفاعل النووي، ما دفع السلطات للتحول إلى النظام اليدوي قبل أن تعود وتعلن استعادة التحكم بالنظام.
كذلك روسيا أيضاً، فقد أعلنت حدوث هجمات في البنك المركزي على أجهزة الكمبيوتر في عدة مصارف وفي حالات قليلة تعثرت أنظمتها لتكنلوجيا المعلومات، لكن البنك المركزي أكد أنظمة البنوك الروسية لم تتعرض للاختراق، وأنه يتعاون مع البنوك الأخرى للتغلب على عواقب تلك الهجمات.
ناهيك عن تعرض شركات النقل البحرية الدنماركية “ميرسك” وشركة الإعلانات البريطانية والشركة الصناعية الفرنسية “سانكوبان” إحدى أكبر شركات تصنيع الأدوية في العالم للهجمات.
كل ذلك أكد التساؤل المطروح تجاه تلك القرصنة الحديثة، ما خطورة هذا الفيروس، وما مدى انتشاره حتى الآن؟
لقد فوجئ الجميع بسرعة انتشار هذا الفيروس وسمع عنه من فترة زمنية قريبة في المملكة المتحدة وعدد من البلدان أمثال أوكرانيا ليبقى التساؤل المطروح بغرابة، هل أهداف الفيروس فقط اقتصادية أم أن هناك أسبابا سياسية أيضاً؟.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد