صالح القلاب
صحيفة الشرق الأوسط اللندنية،
قال صالح القلاب أنه قد بات ثابتًا ومؤكدًا أن هذه الحرب المسعورة والمدمرة التي يشنها بشار الأسد ضد الشعب السوري وضد المعارضة السورية المعتدلة والتي يقحم في جحيمها باقي ما تبقى من أبناء الطائفة العلوية المختطفة هي حربٌ إيرانية من الألف إلى الياء، وهي حرب روسية أيضا، وهذا يعني برأي القلاب، أنه ما دام القرار في دمشق هو قرار الولي الفقيه وهو قرار فلاديمير بوتين، فإنه لا أمل إطلاقا بإحياء عظام جنيف الأولى التي باتت رميمًا، وأنه لا أمل إطلاقا بمرحلة انتقالية توافقية، واعبر القلاب أنه لا يوجد هناك أي خيارٍ آخر إلاّ خيار الإسراع في تدريب وتسليح وتوحيد هذه المعارضة المعتدلة وخيار حسم مسألة اعتبار أن نظام دمشق هو أساس الإرهاب المتفجر في هذه المنطقة، وأن المواجهة الفعلية معه يجب أن تكون في الوقت نفسه الذي تجري فيه مواجهة “داعش” و”النصرة”، موضحا أن هذا يتطلب موقفًا دوليًّا وعربيًّا حاسمًا تجاه هذا التدخل الإيراني والروسي السافر في الشأن الداخلي السوري وفي الشؤون الداخلية العراقية، ولفت القلاب إلى أنه من غير المفهوم أن تستمر كل هذه الحرب الجوية الطاحنة في بلدة عين العرب “كوباني” المسكينة بينما يفعل تنظيم “داعش” كل هذا الذي يفعله في العراق، وبينما تتمدد “النصرة” ومَن معها ويحارب حربها كل هذا التمدد في أهم المناطق الاستراتيجية السورية، متسائلا: فماذا يا ترى ينتظر الرئيس الأميركي باراك أوباما؟! وماذا ينتظر يا ترى هذا الغرب الكسيح؟! وماذا ينتظر العرب المشاركون في هذا التحالف؟؟ وخلص القلاب إلى أن الإيرانيين والروس الذين دمروا مبادرة “جنيف 1” والذين يعتبرون الحرب في سوريا حربهم، وهي كذلك، لا يمكن أن يسمحوا بهذه المرحلة الانتقالية التي يجري الحديث عنها حتى وإن أرادها بشار الأسد، مبينا أنهم سيواصلون حربهم على هذه المعارضة السورية المعتدلة، وأنهم سيأخذون هذا البلد وهذه المنطقة كلها إلى الفوضى والتمزق إن لم تكن هناك وقفة جادة وجدية غير كل هذه المواقف الاستعراضية من قبل هذا التحالف الدولي ومعظم الدول المنضوية في إطاره.