نال الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس جائزة نوبل للسلام لعام 2016، لجهوده من أجل تسوية النزاع المسلح في كولومبيا، الذي حصد أرواح نحو 220 ألف شخص، فضلاً عن تشريد قرابة 6 ملايين آخرين. وأعلنت رئيسة لجنة نوبل للسلام، الجمعة في أوسلو، أن منح الجائزة لسانتوس جاء “تقديراً لبذله الجهود من أجل إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ ما يربو عن 50 عاماً مع حركة الفارك المتمردة”.
وفي أول تعليق له، نقل الأمين العام للجنة نوبل النرويجية أولاف نيولستاد، عن الرئيس الكولومبي قوله إن فوزه بجائزة نوبل للسلام سيساعد في النهوض بعملية السلام في البلاد. وقال لإذاعة (إن.أر.كيه) النرويجية، إن سانتوس “كان متأثراً وممتناً. قال إن لها (الجائزة) أهمية بالغة في النهوض بعملية السلام في كولومبيا”.
وكان عدد المرشحين لجائزة نوبل للسلام للعام 2016 بلغ رقماً قياسياً تجاوز الرقم القياسي السابق الذي سجل في العام 2014 وكان 100 مرشح. ومن بين المرشحين الـ376 للدورة الحالية، كان البابا فرنسيس، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والإيزيدية الناجية من تنظيم “داعش” نادية مراد ومنظمة “الدفاع المدني” السوري المعروفة باسم “الخوذات البيضاء”.
ومن الترشيحات التي أثارت الاستغراب، كان وجود اسم المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، والمفاوضين في الاتفاق النووي الإيراني أرنست مونيز وعلي أكبر صالحي، فضلاً عن الحائز على الجائزة الحالي، الرئيس الكولمبي وخصمه زعيم القوات المسلحة الثورية الكولومبية تيموليون جيميني.
حالة الاستغراب من فوز الرئيس الكولومبي جاءت بسبب نتائج الاستفتاء الشعبي الذي أجري حول اتفاق السلام الموقع بين سانتوس وجيميني، إذ رفضت أغلبية المصوتين نتائج الاتفاق، ما يدفع إلى الاعتقاد بأن السلام لم يتحقق بعد في كولومبيا، وأن الخطر ما زال واقعاً ويهدد باستئناف الحرب الأهلية. وفي هذا السياق، حذّرت رئيسة لجنة نوبل للسلام من عدم وفاء طرفي النزاع الكولومبي بالتزاماتهم في “نظام وقف إطلاق النار”، واعتبرت أن نتائج الاستفتاء لا تعني انهيار عملية السلام.
يشار إلى أن فريق “الخوذات البيضاء” الذي يتولى مهمة إنقاذ المدنيين السوريين من قصف روسيا، وقوات النظام السوري على المناطق المأهولة في سوريا، نال اهتماماً خاصاً حول العالم، وتجنّدت معظم وسائل الإعلام الكبرى خلفه مطالبة بمنح الجائزة له، فضلاً عن قيام عدد كبير من النشطاء والمؤسسات الحقوقية حول العالم، بجمع ملايين الترشيحات له. وفور إعلان النتائج غرّد الحساب الرسمي للدفاع المدني السوري، للرئيس الكولومبي على “تويتر”، مهنئاً إياه بالجائزة.
المدن