المركز الصحفي السوري
سامي الحموي
مع بزوق فجر اليوم , وتغريدات الطيور مستبشرا ببداية يوم جديد، انـكبَ الفلاحون مشمرين عن سواعدهم السمراء,لجني محصول القمح , في بلدة كفرنبودة والمزارع التابعة لها، في ريف حماة الشمالي
وقد كان لإسراعهم المبرر في ذلك, فقد دأبت الحواجز العسكرية التابعة لقوات النظام, المطلة على هذه المنطقة , من جهة مدينة “السقيلبية “الموالية بمعظمها للنظام ,بإحراق كل ما يحيط بها من محاصيل ,حرصا منها على تأمين الأرض من تسلل أي شخص كان , ولتبقى تضاريس الأرض أكثر وضوحاً أمام أعينها
و ذكر لنا أحد الفلاحين, أن الإسراع بجني المحصول, قبل وصوله لدرجة الجفاف واليباس المناسبتين , سيؤثر سلبا على جودة القمح ووزنه أثناء البيع , وكذلك على مادة “التبن ” وعلى مدى فائدتها للحيوانات التي تعتاش عليها , كمادة علفية رئيسية
لذلك خلص الأهالي إلى التضحية ببعض منه ,لكسب ما أمكن من محصولهم المهم , الذي يعد العصب الإقتصادي للأسرة الريفية في عموم سورية , وليس فقط في ريف حماة , و خاصتا بعد التدهور الاقتصادي الشديد للأسرة السورية عل حد سواء ,بعد السنوات الأربع العجاف التي عصفت بكل منزل وقرية في هذا البلد, الذي أقل ما نصفه فيه, هوا “البلد المنكوب”
ومن الإنصاف , أن نذكر الفرحة العارمة والبهجة الصادحة , بهدير آلات الحصاد ,والتي تتزامن كل عام مع عرس وطنيّ ريفي بامتياز, ففيه يجد الإنسان نتاج تعبه ,وثمرة صبره ,ودنو أمله بتحقيق أحلامه المتواضعة, لكن آلة الحرب أبت إلا أن تنزع البسمة من المشهد الرائع ,فعند كل أسرة قصة حزن لا تنتهي ,بفقدان أحد أفراد العائلة الذي كانت له لفتته وحضوره , في هذه اللوحة البديعة ,وكأني بلسان حالهم يقول:بأي حال أتيت يا عيد؟
ومما زاد في معاناتهم ,هوا زهد اسعار القمح , فقد صدرت عن وزارة الزراعة التابعة لحكومة النظام , تسعيرة للكيلوغرام الواحد بسعر لا يتجاوز (61 ل.س), ويشكو الأاقتصاديون,مواكبة سعر القمح مع متطلبات الحياة أولا , وضعف الإنتاج ثانيا , بسبب الغلاء بسعر مادة المازوت لري المحصول ,الذي قلل من حصص الر ي للمحصول , ودعمه بالأسمدة الزراعية التي لاتقل كاريثيتا من حيث زيادة الأسعار
وللعلم أن الزراعة. يعمل في مجالها رُبع الأيدي العاملة بحيث تنتج 29% من الناتج الوطني الإجمالي حسب تقديرات البنك الدولي. والمحاصيل الرئيسية هي القمح الذي تجاوز إنتاجه 4,300,000 طن متري والشعير الذي بلغ إنتاجه 180,000 طن متري عام 1996م. وإجمالاً تضطر البلاد لاستيراد كميات متفاوتة من الحبوب لسد حاجة الاستهلاك المحلي؛ لأن المواطن السوري يستهلك سنويًا ما معدله 160كجم من الحبوب، بينما لا يزيد استهلاك المواطن البريطاني على ثلث هذا المقدار
ويذكر خبراء اقتصاديون , أن الناتج المحلي لمادتي القمح والشعير , قد تراجع لأكثر من 70% عما كان عليه قبل الأحداث الجارية في سورية
وبهذا تكون الزراعة قد نالت نصيبها الوافر من الضرر ,بسبب ما عليه حال هذه البلد, الذي مافتئت تنطفئ نار الحرب فيه.