لابدّ أن يستغلّ مسؤولو حكومة النّظام أيّ شيء سواء كان اعتياديًا أو غير اعتيادي، لتوظيفه في حرب حكومة النّظام ضدّ الإرهاب.
فلم يغب عن ذهن وزير الخارجية والمغتربية في حكومة النّظام “فيصل المقداد” اغتنام فرصة ذهبية لاستغلال لوحة الفيسفساء التي تمّ اكتشافها منذ أيام في حمص لتكون أداة لمحاربة الإرهاب ودحره من منظور حكومة النظام.
ففي تغريدة للوزارة قال المقداد معلّقًا على الاكتشاف الأثري للوحة الفسيفسائية التي ترجع إلى القرن الرابع الميلادي في مدينة الرستن، أنّها خطوة جديدة في إفشال كل المحاولات الممنهجة للتنظيمات الإرهابية لسرقة وتدمير آثار سوريا.
وأضاف المقداد أنّ لوحة الفسيفساء هي دليل على أنّه لا مكان لليأس والاستسلام في سوريا، مشيرًا إلى أنّ حكومة النظام تنتصر على الإرهاب وداعميه ويدحرونه بمستقبل مشرق يتجدد كلّ يوم.
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/902611191129318
ولكن يبدو أنّه غاب عن المقداد صور وفيديوهات الأهالي الذين يطؤون فوق بعضهم البعض للحصول على مكان لا يهم إن كان جالسًا أو واقفًا في باص مهترئ المعالم كسوريا التي دمرتها قوات النظام وحلفائه.
وغاب عن المقداد الفقر والجوع وتردي الأوضاع المعيشية التي يعاني منها المواطنون في سوريا كلّ يوم حتى أصبح كلّ يوم أسود لا ينذر بخير.
يبدو أنّه غاب عن المقداد أنّ سوريا أصبحت بلا مستقبل في ظلّ حكومة يكون المواطن واحتياجاته الأساسية من أدنى مقوّمات الحياة آخر نقطة في آخر سطر.
فتلك الفسيفساء تشير إلى حضارة دمّرتها قوات نظام الأسد وحليفته روسيا والميلشيات المدعومة من قبل إيران وشتتوا أهلها في كلّ أصقاع الأرض.