تناولت صحيفة “الغارديان” في مقال ترجمه المركز الصحفي السوري، والذي جاء فيه: أوروبا تستحق الإنقاذ، لكن هل بإمكانها أن تنقذ نفسها؟ هذا هو المأزق الوجودي الذي يواجه الدول ال 28 الأعضاء في الإتحاد الأوروبي الذين يعانون من ثلاث أزمات تهدد عمل سبعين عاما، وإن أحد هذه المشاكل هو مستقبل “اليورو” ومنطقة “اليورو”، الذي ما يزال معلقاً بعد إنقاذ اليونان العام الماضي، ولكن نقطة الضعف الأساسية هي كيفية معالجة ارتفاع مستوى المديونية الذي من شأنه أن يشكل خطر على منطقة “اليورو”.
الأزمة الثانية التي يعاني منها الإتحاد الأوروبي هي أكثر إلحاحاً، ولكن لم يتم التوصل بعد لرأس المشكلة، و هي مسألة الإصلاح المؤسسي والقضية المتعلقة باستفتاء بريطانيا القادم في الخارج، القضية التي أثارت بعضاً من الجدل في السابق، وقد كشفت الانتخابات البرلمانية الأوروبية عام 2014 عدم الرضا على مستوى القارة مع السياسة كالمعتاد، و مع ذلك لم يتغير شيء إلا بشكل جزئي، وشهد العام الماضي زيادة متسارعة لحزبي اليمين واليسار في جميع أنحاء أوروبا.
وقد أضافت الصحيفة أن التوق إلى استجابة المفوضية الأوروبية المشتركة والبرلمان حيال الألم الناجم عن التقشف والبطالة بالتأكيد هو شيء يعمل عليه “ديفيد كاميرون” في السعي لإصلاح الاتحاد الأوروبي، فضلاً لمساعيه في التخلص من الروتين و البيروقراطية والوصول إلى طريقة في العيش أكثر ملائمة لجميع المواطنين في دول الاتحاد الأوروبي.
أما المشكلة الثالثة التي تواجه الاتحاد الأوروبي ستحدد فيما إذا ستبقى بريطانيا في الاتحاد أم ستغادر، وطبعا ظهرت هذه المشكلة نتيجة موقف بريطانيا من هجرة اللاجئين وخاصة من سوريا وعدم وضع قيود على هجرتهم، وقد تزامن هذا الموقف مع حديث رئيس وزراء فرنسا “مانويل فالس” الذي حذر أن استمرار الفشل في الاتفاق على سياسة مشتركة تجاه اللجوء من شأنه أن يشكل تهديداً على استقرار الاتحاد الأوروبي والمشروع الأوروبي برمته.
أشارت الصحيفة إلى أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار خاصة بعد وصول أكثر من مليون مهاجر إلى ألمانيا نتيجة التعامل الإنساني من قبل المستشارة “أنجيلا ميركل” و عزمها على استقبال مليون مهاجر آخر هذا العام، الشيء الذي يمكن أن يخلق نزاعات واختلافات داخل الحكومة الألمانية خاصة بعد الأحداث التي شهدتها مدينة “كولن” من اعتداء جماعي على مئات من النساء في حفل رأس السنة الميلادية الماضي.
وإذا ما أخذنا انخفاض نسبة الهجرة في فصل الشتاء بعين الاعتبار إلا أن 35 ألف مهاجر وصلوا إلى أوروبا خلال الأسابيع الثلاث الأولى من الشهر الجاري، وهذا يدل على أن الهجرة مستمرة رغم سوء الطقس.
وقد نقلت الصحيفة تصريحاً لرئيس الوزراء الهولندي “مارك روت” الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي : “مشاكل الهجرة تدفع بالاتحاد الأوروبي واتفاقية شنغن إلى الانهيار، ولم نعد نستطيع التعامل مع هذه الأرقام الضخمة مما يستوجب تشديد القبضة على الحدود بشكل فعلي”.
ختمت الصحيفة المقال الذي ترجمه المركز الصحفي السوري بالإشارة إلى أن “روت” على حق، لكن “ميركل” من جهتها تفعل ما بوسعها، فقد حثت تركيا لبذل المزيد من الجهود لوقف تدفق اللاجئين من أراضيها وأن التكريم الذي تلقته تركيا في تشرين الأول الماضي لا يحل المشكلة، في إشارة إلى أن محادثات السلام السورية المقبلة غير جدية، حيث دعا رئيس لجنة الهجرة “جان كلود يونكر” إلى اجتماع الشهر المقبل لدول الاتحاد الأوروبي بهدف التوصل إلى ضبط الحدود بشكل أكبر وإلى البدء بإغلاق أبواب الهجرة للحد من المشاكل الاقتصادية التي تلحق بالسوق الأوروبية وكف نية بريطانيا الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
المقال في الصحيفة
طارق الأحمد
المركز الصحفي السوري