تناولت الغارديان في تقريرٍ ترجمه المركز الصحفي السوري، سلطت الضوء خلاله على الوضع الإنساني لمدينة مضايا المحاصرة بريف دمشق وذلك بعد وصول المساعدات الغذائية إلى الأهالي، وجاء فيه : كانت مضايا هادئة اليوم الثلاثاء، مع شوارع خاليةٌ من الناس أو الحيوانات، تماماً كما كانت عليه ولعدة شهور، لكن للمرة الأولى ومنذ بدأ الحصار الجائر على البلدة في شهر تموز الماضي، يشعر أهالي المدينة بالسعادة كونهم بداخل مدينتهم ويتناولوا وجباتهم كاملةً للمرة الأولى منذ الخريف.
يقول إبراهيم عباس وهو أحد السكان الذين حصلوا على المساعدات الغذائية الملحة :” أردت أن تسمع صوتي، فالأمر اليوم مختلف تماماً عن الأمس، وأصبحت روحنا المعنوية عالية اليوم.” وأضاف قائلاً ” لقد تم لإنتهاء من توزيع المساعدات في منطقتنا حوالي الثالثة والنصف فجراً، وحصلت كل أسرة على السكر و10كيلو من الأرز والحمص والفاصوليا الخضراء، وعلبتين من معجون الطماطم، وستة علب فاصولياء بالإضافة إلى الملح “.
ومن جهتها قال منظمات إغاثية أن في المجمل، فقد سُمح ل44 شاحنة بالدخول إلى مضايا، وكسر الحصار الذي تسبب بمشاهد يائسة من الجوع والحرمان، ووجود400 شخص بحاجة إلى الإجلاء الفوري من مضايا. ووفاة بعض السكان بسبب سوء التغذية، في حين يعاني البعض الآخر من المضاعفات الناجمة عن أشهر الحرمان من الغذاء المناسب.
وفي الجهة المقابلة فقد دخلت قافلة مكونة من 21 شاحنة إلى بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين ، بالقرب من مدينة إدلب، شمال البلاد، المحاصرتين من قبل قوات المعارضة المسلحة، وكان الجيش السوري يرمي بالمساعدات الغذائية من الجو على البلدتين.
وقد بدأت المفاوضات من أجل إجلاء السكان المصابين بأمراض خطيرة، وستكون آلية الإجلاء نفس طريقة إدخال المساعدات، والتي ستمر عبر نقاط التفتيش التابعة لنظام الأسد.
من جهته فقد نفى سفير سوريا الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري وجود مجاعة في مدينة مضايا، وأضاف أن الصور التي يتم تداولها هي صور مفبركة من قبل شبكات التلفزة. ومن الجدير بالذكر أنه تم استخدام التجويع المنهج كسلاح حرب خلال سنوات النزاع الخمسة الماضية في أجزاء من دمشق وحمص وشمال حلب ومناطق أخرى في سوريا.
ورداً على سؤال حول لحظة وصول قافلة الصليب الأحمر الدولي، أجاب عباس قائلاً “فرح لا يوصف”، وأضاف قائلاً: “تراكض الأطفال باتجاه عمال الإغاثة وسألوهم فيما إذا أحضروا الطعام، وقد تم توزيع الطعام بشكلٍ منتظم، ويبقى الشعور بالحزن في داخل كل واحدٍ فينا، متسائلً في الوقت نفسه فيما إذا كانت هذه المساعدات بمثابة مسكن للآلام، ولن ينسنا الناس مرةً أخرى.”
يعود عباس ليؤكد عدم وجود أيُ فصيل عسكري منظم يسيطر على المدينة، التي تبعد 40 ميلاً إلى الشمال الغربي من العاصمة دمشق، والمتهمة من قبل النظام بإيواء “إرهابيين”.
تختم الغارديان تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري بتأكيد منظمات الإغاثية على أن ماتم إدخاله إلى المدينة يكفي لمدة شهر واحد، وتأكيد “ستيفان دوجاريك” المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على أن “قافلة واحدة لن تحل المشكلة”.
محمد عنان – المركز الصحفي السوري
للقراءة من المصدر