ذكرت الغارديان في تقريرٍ نشرته اليوم الأحد، وترجمه المركز الصحفي السوري، وجاء فيه: تعيش حلب (العاصمة الإقتصادية لسوريا) فترة استراحة قصيرة خلال السنوات الأخيرة الماضية. وتعاني المدينة من وضع صعب، وهي تعيش على وقع صراعٍ دامٍ بين قوات المعارضة وقوات الأسد.
وتستمر الضربات الجوية والقذائف على المدينة لتحولها إلى أثر بعد عين، ولم تسلم خطوط إمداد المياه من نار الحرب، والتي تعطلت مراراً وتكراراً، بعد أن تم استخدامها كسلاح بين الفصائل المختلفة لمعاقبة الجانب الآخر.
وعندما زارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر المدينة مع بدايات الحرب، استشعروا فرصة لتحسين أحد أهم الجوانب الانسانية للسكان المدنيين، وذلك بعد اجتماعٍ مع الهيئة المحلية المسؤولة عن المياه في المدينة، حيث تم الكشف عن شبكة واسعة من الآبار المائية المهملة التي كانت تغذي المدينة.
وذكر المتحدث باسم اللجنة الدولية في سوريا “باول كريزيسك”: “أنه وبالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري، تمت الدعوة إلى تجديد مراكز تزويد المياه، بالإضافة إلى إنشاء نقاط جديدة لتزويد مدينة حلب بالمياه في حال انقطاعها لمدة طويلة”.
تضيف الغارديان في تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، أن اللجنة الدولية قررت في أوائل حزيران النشر على صفحة الفيسبوك خريطة لمواقع الآبار، وذلك وفقً لإحداثيات GPS.
وأضاف كريزيسك : “سرعان ما أُغرقت اللجنة الدولية بالأسئلة حول ما اذا كانت كل الآبار قابلة للاستخدام، وفيما إذا كانت هذه الآبارفي مأمن عن تجاذبات القتال، وقد منحتنا الشبكة أريحية من حيث إمكانية تسريع عمل مهندسينا، وتحسين أدائهم، وبما أن العمل الإنساني هو أبعد ما يكون عن الكمال، فقد ساعدتنا أصوات الناس على جعله أفضل.”
ويشكل النزوح المستمر لأهالي حلب، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى شبكة الإنترنت، أكبر التحديات التي تواجه اللجنة لإيصال خدماتها إلى المدنيين.
وبما أن معظم السوريين يميلون إلى استخدام الفيسبوك، وشبكات الجيل الثالث (3G )في التواصل، أنشأت المنظمة تطبيق على شبكة الإنترنت يبين مواقع آبار المياه باستخدام إحداثيات GPS على الهاتف المحمول، حيث يتيح لهم العثور على أقرب مصدر للمياه.
وبدأ استخدام التطبيق خلال شهر أيلول الماضي، ويتم تحديثه مع تجديد أو إنشاء أي نقطة جديدة لتزويد المياه، بعد أن يتم تثبيت مولدات ومضخات تنقية، وتتم إعادة تأهيل الشبكة، وفي البداية كانت الخريطة تشتمل فقط على 50 بئر، أما اليوم فهي تشتمل على أكثر من مئة بئر.
ومع ذلك، يقول “كريزيسك” :إن تقديم الأدوات والأجهزة ليست إلا جزء بسيط من جهد أوسع لمساعدة المدنيين في مناطق الصراع والحصار، وإن إشراك المجتمعات ومساعدتهم باستخدام أدوات تكنولوجية وتقنية جديدة ليست هي الحل لمشاكلهم، وذلك بسبب وجود فجوة رقمية كبيرة، مما دفعنا إلى التفكير بدمج أدوات ذات تقنية عالية وأخرى منخفضة التقنية للمساعدة في رفع سوية المجتمع.”
تختم الغارديان مع تأكيد رئيس اللجنة الدولية على: ” أن استخدام التكنولوجيا ليست الحل الوحيد لمشاكل الناس في مناطق الحرب، ولكنها بالتأكيد يمكن أن تساعدهم في الحصول على المساعدة في حال عدم توفر قنوات أخرى، فنحن بحاجة إلى فهم كيفية وصول الناس للتكنولوجيا في مناطق الحرب “.
ترجمة المركز الصحفي السوري ـ محمد عنان