تناولت الغارديان في تقريرٍ ترجمه المركز الصحفي السوري، اتهام وزير الخارجية البريطاني روسيا بخرق كل قواعد الحرب، وتعمدها استهداف عمال الإنقاذ والمدارس والمستشفيات في سوريا، وإعادة الطائرات الروسية استهداف نفس المكان الذي استهدفته في المرة السابقة لضرب عمال الإنقاذ المدنيين.
حيث وجه فيليب هاموند هذه الاتهامات لروسيا، بعد لقائه فريق من عمال الدفاع المدني السوري في أضنة التركية، حيث يتم تدريب فرق الدفاع المدني على أيدي مدربين أتراك، للتدرب على كيفية إخراج المصابين من تحت أنقاض المباني المستهدفة من قبل النظام السوري أو أثناء الغارات الجوية الروسية.
وتعد هذه الانتقادات هي الأعنف منذ أن فاجأ فلاديمير بوتين الغرب بالتدخل العسكري في سوريا، نهاية شهر أيلول الماضي، وأضاف الوزير قائلاً: “إن الروس يهاجمون المدنيين عمداً، والدلائل تتحدث عن استهدافهم العمد للمدارس والمستشفيات وعمال الأنقاذ، فبالتأكيد عندما تعود لتنفذ غارة ثانية، وبنفس المكان فأنت تعرف من هناك.”
ومنذ فترة طويلة والغرب يحث روسيا على استهداف تنظيم الدولة الاسلامية بدل المعارضة المسلحة، التي تطالب باسقاط نظام الأسد، وهذا مادفع هاموند إلى إدانة الأساليب المتبعة من قبل الطيارين الروس.
تضيف الغارديان في تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، مع عزم الوزير البريطاني على مناقشة هذه القضية خلال اللقاء الذي سيجمعه مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في الأيام القليلة القادمة، مضيفاً أن اتباع مثل هذه الأساليب من الطيارين الروس، ستجعل من المستحيل خلق جو من الثقة المطلوبة لإجراء محادثات السلام المقرر عقدها في جنيف في 25 من الشهر الحالي.
من جانبهم، أخبر أعضاء فريق الدفاع المدني أخبر الوزير البريطاني، أن ما يميز الغارات الروسية عن تلك التي ينفذها الطيران السوري، هو أن الطيارون الروس يعودون للتنفيذ مرة ثانية بعد 15-20 دقيقة من التنفيذ الأول وفي الهدف نفسه.
وذكرهاموند : ” قام عمال الإنقاذ بإخفاء العلامات التي تميز سيارتهم من غيرها، وذلك لإيمانهم بأنهم هم المستهدفين خلال الغارات، وأخبروه أيضاً، تم إزالة جميع رموز الصليب الأحمر من على المستشفيات في جميع أنحاء مينتي حلب وإدلب لأنها أصبحت هدفاً هاماً للروس، وقال :”قد فوجئت بما قاله عمال الانقاذ، المعروفين باسم القبعات البيضاء. وحجم المشاكل مع روسيا أكبر بكثير كونها الحليف المفترض للجلوس على طاولة المفاوضات حول سوريا، ولابد من إخضاع الروس للمساءلة القانونية أمام المجتمع الدولي بسبب استهدافهم المدنيين، ولابد من التوقف، ووقف إطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات للمحاصرين،وذلك كإجراءات بناء ثقة.
وقال أنه يتفهم لماذا كانت القوات السورية المعتدلة مترددة في التحدث إلى الأسد أو روسيا، لكنه أكد في الوقت نفسه، على ضرورة مشاركة المعارضة، وأضاف ” سترتكب المعارضة خطأ فادح اذا رفضت المشاركة في المفاوضات، ويجب عليها ما هو في جعبة النظام، ويجب المضي قدما في المفاوضات حتى لو كانت المؤشرات لا تبشر بالخير، ومن غير المحتمل أن يكون هناك الكثير من التقدم، مع وجود هذه الفجوة الواسعة جداً بين جدول أعمال المعارضة وجدول أعمال الحكومة. ”
وأكد هاموند على عدم بقاء الأسد في السلطة لأكثر من ستة إلى تسعة أشهر من بدء المحادثات، مضيفاً أن وقف إطلاق النار، كشرط مسبق للمحادثات لتشكيل حكومة انتقالية، وقال “إذا كان هناك موعد واضح لنهاية الأسد، فإن بعض قوى المعارضة ستقوم بوقف إطلاق النار.”
تختم الغارديان تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، مع حديث الوزير البريطاني عن المعارضة التي وصفها بالإسلامية، والتي قسمها إلى نوعين :”النوع الأول يدعو للتقيد بتعاليم الدين الإسلامي الحرفية، وأنه لايمكن مناقشتها، أما النوع الثاني يؤمن بأن لديهم مستقبل في بلادهم. وسيضعون قضيتهم أمام الشعب لمناقشتها، وفي حال عدم فوزهم سيستمرون في السعي لإنجاح مشروعهم.”
محمد عنان – المركز الصحفي السوري
الغارديان