الغارديان: المملكة المتحدة تدرس إمكانية إسقاط مساعدات إنسانية للمناطق المحاصرة

ذكرت صحيفة الغارديان في تقريرٍ ترجمه المركز الصحفي السوري، تناولت فيه عزم المملكة المتحدة على استخدام طائراتها لإيصال المساعدات الإنسانية للمدن والبلدات السورية المحاصرة، وتمت مناقشة القرار من قبل وزارة الدفاع البريطانية ووزارة التنمية الدولية، وذلك حسب ماذكرته وزيرة التنمية الدولية، التي أضافت، أنه سيتم اتباع هذا الأسلوب فقط كملاذ أخير للتخفيف من قسوة المجاعة في المناطق المحاصرة.
وأضافت “جوستين كريننج” أنها تخشى أن يكون القيام بعمليات إنزال جوي للمساعدات، بدون موافقة نظام الأسد، خرقاً للقانون الدولي، وسيمنح نظام الأسد حجة للانتقام من طائرات تقوم بعمليات فوق أراضيه، دون الحصول على تصريح من الحكومة السورية، أو أن يهدد إمكانية توصيل المساعدات الأخرى إلى 12 مليون سوري ضمن سوريا، أو أن تقع هذه المساعدات في الأيدي الخطأ.
تتابع جوستين جريننج حديثها قائلةً:”غالباً ما تواجه قوافل المساعدات مخاطر كبيرة في محاولاتها لعبور خطوط التماس بين الجبهات، والوصول إلى الذين تقطعت بهم السبل داخل المناطق المحاصرة، وفي حال عدم ضمان طريق آمن لإيصال المساعدات، هناك خطر حقيقي أن تضل المساعدات طريقها، وتقع بعيداً عن محتاجيها، ويتمثل الخطر الآخر بإمكانية وقوعها بين يدي المحاصرين، الذين يمنعون الطعام عن الناس.”
تضيف الغارديان في تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، بعد أن كثرت التقارير التي تحدثت عن تقليل الأمم المتحدة من شأن المجاعة في بعض المناطق مع علمٍ مسبق منها، وذلك للإبقاء على نوع من التعاون مع نظام الأسد وإيصال المساعدات إلى أماكن آخرى، كثرت الدعوات المنادية بأن لاينحصر دور سلاح الجو الملكي البريطاني في إلقاء القنابل فقط، بل أن يلعب دوراً لإيصال المساعدات الغذائية.
وقد نقلت وكالة الأنباء “تاس” عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية قوله :” إن سلاح الجو الروسي، وبالتعاون مع حكومة الأسد، قام بعمليات إنزال50 طناً من المساعدات الانسانية إلى المناطق المحاصرة في محافظة دير الزور، شرق سوريا، وذلك في 15 كانون الثاني الماضي، ولاتزال هذه العمليات مستمرة”.
وسيكون موضوع مسألة إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق في صلب محادثات مؤتمر لندن للمانحين، الذي سيتناول مسألة المساعدات لسوريا، يوم الرابع من شهر شباط القادم، بريطانيا التي تشارك بوفد يرأسه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، الذي سيعمل على أن تكون مساهمة بلاده خلال هذا المؤتمر هي الأكبر من حيث المشاركة في تاريخ الأزمة السورية.
وسيهدف المؤتمر لجمع ما يزيد عن سبعة مليارت دولار، وتوفير حق التعليم لجميع الأطفال السوريين في مخيمات اللجوء للعام الدراسي 2016-2017، بالإضافة إلى العمل على الحد من العوامل التي تضغط على السوريين، وتدفعهم للهجرة نحو أوروبا، ومن المتوقع أيضاً، أن يتم إيجاد طريقة لكسر الجمود المتعلق بدفع 3 مليارات يورو، التي تعهد الإتحاد الأوروبي، خلال شهر تشرين الأول الماضي، بدفعها للحكومة التركية لمساعدتها على استقبال السوريين.
ومن المتوقع حضور ما يقارب20 بلداً، بما في ذلك قادة كل من روسيا وإيران، والمستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل”، والأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون”، وسيكون هدف المؤتمر الرئيس هو التركيز على المساعدات على المدى البعيد.
وقد اكتسبت مسألة إيصال مساعدات الامم المتحدة، نوعاً من الاستعجال السياسي العملي، وذلك منذ أن أعلن رياض حجاب، المنسق العام للمعارضة السورية، عدم وجود إمكانية لإجراء مفاوضات والسوريين يتعرضون للموت والحصار.
تعود كريننج لتقول: ” من المعروف دائماً أنه مهما بلغت صعوبة الوضع السياسي، هناك توافق إنساني على عدم حرمان المدنيين من الدواء أو الغذاء، وينبغي لهذه الأشياء لا تكون مسألةً للنقاش، وعندما ينظر الناس إلى هذه الأزمة، فإن الجانب الأكثر إثارة للصدمة والمثير للقلق أنه لا يمكن الوصول للمحاصرين، مما يمكن اعتباره انتهاك ممنهج للقانون الإنساني “.
ختمت الغارديان تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، مع سعي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى الحصول على دعم الاتحاد الأوروبي لرفع القيود التجارية عن الأردن، مما سيسهل من دخول البضائع الأردنية إلى دول الاتحاد الأوروبي، وأن يتم تعيين مناطق لإنشاء مشاريع في الأردن، تساعد السوريين في ميخمات اللجوء، في الحصول على فرص عمل، الخطة التي سيعمل كاميرون على الحصول على تأييد أكبر في مؤتمر لرجال الأعمال في دافوس السويسرية.
ترجمة المركز الصحفي السوري ـ محمد عنان
اضغط للقراءة من المصدر