وجّه أحد كبار الباحثين العلميين في بريطانيا النقد للحكومة و”غلاف السرية” الذي أحيطت به القرارات الكبرى المتعلقة بمواجهة فيروس كورونا، ودعا الوزراء للانفتاح والوضوح بشأن القرارات الكبرى التي اتخذوها.
وقال سير بول نيرس، الحائز على جائزة نوبل ومدير معهد فرانسيس كريك في لندن، إن القرارات المهمة التي تم اتخاذها طيلة أزمة الوباء، اتخذها الساسة والباحثون العلميون ضمن “صندوق أسود” ودعا إلى مزيد من الشفافية والتدقيق.
وقال إن الفشل كان واضحا في القرارات المهمة والأسس التي قامت عليها، مما جعل من الصعوبة تحدي السياسة البارزة منها، مما أدى إلى قرارات خاطئة وقلل من ثقة الرأي العام بها.
وجاءت تصريحات نيرس إلى جانب تعليقات باحثين بارزين عبروا عن قلقهم من الطريقة التي تم فيها التعامل مع نصيحة الخبراء ببريطانيا وكيف زعم الوزراء في غياب الشفافية أن قراراتهم قامت على الأدلة العلمية.
وقال البرفسور نيرس الرئيس السابق للجمعية الملكية والمستشار العلمي البارز للمفوضية الأوروبية إن “القرارات عادة ما غلفت بالسرية. ويجب تحدّيها وعلينا التأكد أن هذا حدث، لو كانوا يحرصون على ثقة الشعب بهم فهم بحاجة لعمل هذه النقاشات بشكل مفتوح”.
وأضاف: “بدا الأمر وكأن هناك صندوقا أسود من العلماء وعمال الخدمة المدنية والسياسيين الذين يتخذون القرارات” و”هناك حاجة للانفتاح ونحتاج لشفافية كبيرة وتدقيق أكبر وتحد كبير للحصول على أفضل النتائج”.
وجاءت تصريحات نيرس بعدما أعلن عن حادث كبير في بلدية مانشستر الكبرى حيث زادت معدلات الإصابات مما سمح لبقية المؤسسات بزيادة المصادر. في وقت أعلنت فيه الحكومة عن فحصين لكوفيد-19 يمكن أن يقدما النتيجة خلال 90 دقيقة في المستشفيات وبيوت الرعاية مما سيسهم في تشخيص الحالات.
كما وكشف عن لقاء تم بين رئيس الوزراء بوريس جونسون ووزير الخزانة ريشي سوناك نهاية الأسبوع للبحث في طرق تجنب حالة إغلاق جديدة. وارتفعت الحالات في بريطانيا إلى 304.695 مع 46.201 وفاة.
ولكل وزارة في الحكومة مستشارها العلمي، لكنّ متابعة تطورات الأزمة ظلت بيد المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ والتي تشكلت من لجان فرعية متخصصة.
وقال نيرس إن قرارات الحكومة كانت بحاجة في عدد من الحالات لتأن ومناقشة عميقة. ففي بداية الأزمة قالت الحكومة إنها تقوم بعمل ما باستطاعتها لتوفير الفحوص اللازمة، مع أن المتوفر منها كان قليلا نظرا لعدم توفر ما يكفي “بدا وكأنهم لا يريدون الاعتراف بأنهم لم يكونوا جاهزين وأنهم غير قادرين على توفير الفحص، فهذا بمثابة اعتراف بالفشل ومن النقطة الأولى”.
وقال إن محاولة بناء مختبرات ضخمة في محاولة لزيادة عمليات الفحص أدت إلى “مهزلة كاملة وسط الوباء”، خاصة أن المختبرات الكبيرة يحتاج إنشاؤها إلى أشهر كثيرة و”كان من الواضح أنها تحتاج إلى عدة أشهر. كيف تم اتخاذ القرار؟ هذا أمر غامض”.
ويرى نيرس أن غياب الانفتاح يخفي وراءه مشاكل للمستقبل: “ما يقلقني أن لدينا تكنوقراط ومجتمع معقد ونحن بحاجة إلى نقاش معقد يقوم على العلم ويستخدم العلم ليغذي السياسة”.
وقال البرفسور كريس هيجنز الذي أدار لجنة استشارية طبية وحققت في مرض جنون البقر، إن الوزراء سيستفيدون من قراءة توصيات التقرير. وقال إن الحكومة لم تتعلم من دروس مراجعة تقرير مرض جنون البقر. و”كما اقترح فيليبس فيجب أن يكون هناك فصل بين من يحللون البيانات ويقيمون المخاطر وبين الذين يتخذون القرارات. فمجموعة الاستشارة العلمية للطوارئ وعلى خلاف لجان أخرى كانت تلتقي بشكل سري وطلب من أعضائها عدم الحديث عن النقاشات ووضع رئيساها باتريك فالاس وكريس ويتي في وضع صعب حيث لم يسمح لهما بالتفسير والتحقيق في البيانات المتوفرة والمخاطر للساسة. وقال جون ويلسدن، الباحث العلمي في جامعة شيفيلد إن فالانس وويتي لو اطّلعا على تقرير فيليبس عن جنون البقر لتجنبا الأمور التي أثارت الجدل ولاحقت أداء مجموعة الاستشارة العلمية ومعالجتها لكوفيد-19
نقلا عن القدس العربي