نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية مقالا للكاتب فواز جرجس استهله بالقول إن أشد المعارضين لرجب طيب أردوغان، بما في ذلك العلمانيين والأكراد، عارضوا الانقلاب بشدة خوفا من حدوث اضطرابات وعدم استقرار في تركيا والمنطقة.
وأضاف الكاتب، أنه لو نجح الانقلاب، لكان من المرجح أن يقوم الجيش بتعليق العملية في تركيا واضطهاد أردوغان وحلفائه بوحشية، وإغراق البلاد في حرب أهلية.
وأشار إلى أن وجود توترات تاريخية عميقة قائمة تصاعدت إلى حرب شاملة بين الجيش التركي الذي يعتبر أن دوره حراسة الدولة العلمانية، وأردوغان، الذي لدى حزبه «العدالة والتنمية» جذور في الإسلام المعتدل.
وأوضح الكاتب أن تنظيمي الدولة والقاعدة اللذين رسخا وجودهما في سوريا والعراق وجدا أرضا خصبة في منطقة صراع آخر، لافتا إلى أن عدم الاستقرار السياسي في تركيا سيكون هبة من السماء إلى المتشددين في تنظيم الدولة.
واستطرد، أن وقوع تركيا في المجهول كان سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات في الشرق الأوسط، نظرا لدورها المحوري في الصراعات في سوريا والعراق، وكونها شريكا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «تنظيم الدولة».
واعتبر أن خبر عودة الجيش إلى السياسة في تركيا، سيكون كالموسيقى لآذان حاكمي سوريا ومصر، والحكومات المعادية للإسلاميين في المنطقة وخارجها.
سقوط أردوغان أيضا سيكون ضربة قاصمة لثوار سوريا الذين يعتمدون على المال والسلاح القادم من تركيا. وبشار الأسد سيصبح رجلا سعيدا لو أطاح جنرالات الجيش بخصمه اللدود، لأن ذلك سيرجح الكفة لصالحه.
ومضى الكاتب للقول: رغم أن حكومة أردوغان انضمت مؤخرا لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد «تنظيم الدولة» في سوريا فإن دورها حيوي بسبب قربها من مسرح العمليات كما اعتراف المسؤولون الأميركيون.
وختم بالقول: إن وقوع اضطرابات في تركيا من شأنه أن يضع حدا لمشاركة البلاد في الحرب الرامية لطرد تنظيم الدولة من الرقة، العاصمة الفعلية للجماعة وقاعدة التخطيط لشن هجمات في جميع أنحاء العالم.. الأهم من ذلك، أن 2.7 مليون لاجئ سوري في تركيا من الأرجح أن يكونوا أول ضحايا الانقلاب، إذ سيقوم الجنرالات بعقد صفقة مع الأسد وطرد اللاجئين إلى ديارهم.
theguardian