ذكرت الصحيفة في مقال ترجمه “المركز الصحفي السوري” أن إعدام السعودية ل 47 شخصاً الأسبوع الماضي من بينهم رجل الدين الشيعي “نمر النمر” بتهمة الإرهاب رسخ حالة الشقاق بين السنة والشيعة ووسع حالة الانقسام الأيديولوجي بين الأطراف المتصارعة في المنطقة لاسيما عند الشيعة التي تقودهم إيران وأدت إلى تخبط المجتمع الدولي الذي يحاول التصدي للصراعات التي تعصف بالمنطقة والعالم.
ما هي العواقب على المدى الطويل لمنطقة الشرق الأوسط وخارجها ؟ كيف ستكون استجابة حلفاء المنطقة مثل واشنطن و موسكو و لندن لهذه التطورات ؟ إن تصاعد التوترات بين الرياض وطهران ألقت بظلالها على الأمل بتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، فعلى المدى القصير سيزيد الحال سوءاً في المناطق الملتهبة مثل سوريا واليمن .
وقد أوردت الصحيفة في المقال أن زيادة التوترات من شأنه أن يقوض الاتفاق النووي الإيراني التاريخي حيث ظهر الرئيس الإيراني حسن روحاني بموقف الضعيف وجعل من مستقبل بلاده يبدو غامضاً، حيث اضطر الغرب لدعم المملكة العربية السعودية على اعتبارهم حلفاء مما زاد من الانقسام الإقليمي و الطائفي .
إن التحدي والغضب لكل من الرياض وطهران أصبح في أوجه ولن يزول في المستقبل القريب، وبنفس الوقت أصبحوا غير قادرين عن التراجع عن حافة الهاوية، فكلاهما يعرف أن المواجهة العسكرية المباشرة ستكون مدمرة ودموية وغير متكافئة .
أضافت الصحيفة أن الرياض تملك ترسانة ضخمة من الأسلحة التي اشترتها بمليارات الدولارات من الغرب، و قال “غيرانمايه ” زميل برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في السياسة الأوروبية والعلاقات الخارجية: “إيران تعلم رغم تراجع العلاقات بين السعودية والغرب مؤخرا إلا أنها متيقنة أنهم مازالوا حلفاء، الشيء الذي يمنع إيران من مواجهة السعودية بشكل مباشر” .
نوهت الصحيفة إلى أن إيران تملك جيشاً كبيراً، فعدد سكان إيران يفوق عدد سكان السعودية ثلاثة أضعاف ويمكن مشاهدة استعراضها لقواتها في البحر، ومن اللافت ذكره أن آخر قطع للعلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران كان عام 1980 ولم تعد إلا بعد مرور أربع سنوات.
إن تجنب الصدام المباشر بين الطرفين سيوسع من حرب الوكالة التي يقودونها في المنطقة العربية، فقد أصبح هذا النوع من الحروب تفريغ للاحتقان السياسي والاختلافات الأيديولوجية لكثير من الدول.
إن التوترات المتصاعدة بين طهران والرياض ممكن أن تعيق محادثات السلام السورية التي من المقرر أن تبدأ في وقت لاحق من هذا الشهر بعد مساع دولية كبيرة، خاصة أن كلاً منهما يشكل جزءاً كبيرا من نجاح المفاوضات، حيث قال “علي فايز” وهو محلل إيراني في مجموعة الأزمات العالمية:” المواجهة بين الطرفين يمكن أن تقلل من الانفراج الدبلوماسي للمحادثات السورية ولكن لن يفشل المفاوضات “.
روسيا سوف تدفع إيران والولايات المتحدة سوف تدفع المملكة السعودية إلى طاولة المفاوضات، فلا طهران ولا الرياض ترغبان في أن تظهرا بمظهر الأطراف غير مرنة في تعاطيها للمحادثات وان يكونوا مسؤولين عن مقتل المئات من المدنيين الأبرياء، ولكن حتى لو شاركوا في المفاوضات سيكونان أقل قابلية في تقديم التنازلات التي يمكن أن تساهم في وضع حد لمعاناة الملايين” .
وأشارت الصحيفة أن على الطرفين أن يسعوا لنجاح هذه المفاوضات لأن فشلها من شأنه أن يؤثر على الوضع الداخلي لكل منهم حيث أن إيران الشيعية تضم سكانا سنة كما السعودية السنية تضم سكانا شيعة.
وذكر محللون ومسؤولون لهم علاقات مع الرياض أن حكم الإعدام الذي نفذته السعودية بحق رجل الدين الشيعي وآخرين كان ضمن جدول زمني وضعه القضاء السعودي وقال “محمد اليحيى” الباحث في مركز الخليج للأبحاث: “السعودية لم تأخذ إيران بعين الاعتبار عند تنفيذ الأحكام على الارهابين المدانين “.
ان حكام الرياض يعانون من ضغط سياسي واقتصادي في ظل ارتفاع أسعار النفط والاتفاق التاريخي النووي الإيراني مع الولايات المتحدة الذي وضح العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، وظهور تنظيم الدولة الذي يشكل تهديدا وتحديا أيديولوجيا لآل سعود على اعتبارهم زعماء السنة في العالم، فقد أكد مراقبون أن تنفيذ حكم الإعدام بحق “النمر” واجه انتقادات داخلية بإعدامهم سجناء من السنة أدينوا بتهمة “الإرهاب” والذي نفذ الحكم على الجميع في وقت واحد.
ختمت الصحيفة المقال بعد اطلاع “المركز الصحفي السوري” بالقول: “إذا نظرتم إلى تبعات حريق السفارة السعودية في طهران، فسوف تجدون أنها كانت الشرارة للرئيس الإيراني بملاحقة المتشددين وتهميشهم وترميم الجسد الإيراني بما يتفق وسياسة الدولة “.
المقال في الصحيفة
طارق الأحمد
المركز الصحفي السوري