ذكرت الصحيفة في مقال ترجمه “المركز الصحفي السوري” نقلا عن تقرير لأحد اللاجئين السوريين في ألمانيا قوله “أنا لاجئ سوري أعيش بالقرب من مدينة “كولونيا” وانطلاقا من واجبي الأخلاقي وددت الوقوف عند الاعتداءات الأخيرة التي تعرضت لها المدينة في ليلة رأس السنة, فمن جهة أنا غاضب وعاجز عن الكلام حالي حال العديد من المواطنين في المدينة وفي العالم , وأنا قلق حيال نتائج هذه الاعتداءات وماذا يمكن أن تلحق باللاجئين ومن بينهم عائلتي ,الأهم من ذلك , أود أن أعرب عن تضامني مع النساء اللواتي تعرضن للاعتداء من قبل عشرات الرجال أثناء ما يفترض أن يكون احتفالا سعيدا” .
” يجعلني أشعر بالحزن والخجل أن أسمع أن بعض مرتكبي الاعتداءات كانوا من طالبي اللجوء, وأنا فعلا في حيرة من أمري حيث لا أن أصدق أن أولئك الذين فروا من الحرب و من أعمال العنف في سوريا يمكن أن يتصرفوا بهذه الطريقة , أخبرني أحد الأصدقاء الألمان أنه لا يوجد في القانون الألماني ما يدعى “الذنب الجماعي” للاجئين , فالمجرم مجرم بغض النظر عن المكان الذي يأتي منه “.
“تشير الإحصائيات إلى أن معدلات الجرائم بين اللاجئين ليست أعلى من بين الألمان , إلا أنني أبقى مدينا للمتطوعين الذين ساعدوني عندما وصلت إلى ألمانيا ومقدار الدعم الذي تلقيته من الحكومة الألمانية , في اللغة العربية هناك مثل نردده “على الشخص أن لا يعض اليد التي أطعمته” , ولكن ما شهدناه في “كولونيا” كان عكس ذلك للأسف” .
” إن هجمات “كولونبا” ذكرتني بحالة مشابهة , فمنذ سنة تقريبا رأيت رجلا يتحرش بامرأة بطريقة عنيفة في محطة القطار في “دوسلدورف” وهذه كانت أول مرة في حياتي أشهد تصرفا من هذا القبيل , الجاني كان مخمورا و مع ذلك حاولت أن أتدخل لكنه كان عنيفا جدا ولكن أخي منعني وأخبرني أن الشرطة ممكن أن تعتقلك وتسبب لك بعض المشاكل وكنا متخوفين في ذلك الوقت أن يتم ترحيلنا إلى سوريا لأي سبب كان” .
” وصلت إلى ألمانيا في ليلة رأس السنة من عام 2014, وكنت قد هربت من مسقط رأسي دير الزور في سوريا بعد أن استولت بعض المجموعات على المنطقة التي كنت أقطنها فخشيت على حياة عائلتي حيث سقطت القذائف على الحي ومات الكثير من أصدقائي ومن أقاربي ولم يكن هناك أي رعاية طبية في ظل انقطاع الماء والكهرباء” .
” لقد عبرت البحر بقارب إلى جزيرة في اليونان ومن ثم اتجهت إلى ألمانيا مرورا بعدة دول, لقد كنت واحدا من أصل أربع ملايين تركوا بيوتهم منذ بدء الصراع في سوريا عام 2011 ” .
” لحظة وصولي إلى ألمانيا غمرت بلطف المعاملة وحسن الضيافة , فأنا الآن أصبحت جزءا من هذا المجتمع الذي يمنح ساكنيه الحرية والأمان والمساواة , وأشكر الألمان للسماح لي بمشاركتهم بلدهم, فأصدقائي هنا أصبحوا عائلتي الثانية لذلك يؤسفني أن يتعرض أي فرد منهم لأي اعتداء كما حدث في هجمات “كولونيا” ” .
هناك الكثير من المناقشات تدور حول كيفية تطبيق الحكم الجنائي بحق اللاجئين المجرمين , أعتقد أنه سيعامل مثل أي مجرم آخر , فالمجرم مجرم بصرف النظر من أين جاء ا وإلى أين يذهب , اللاجئون المجرمون بسلوكهم الشنيع يضيعون آمال اللاجئين الآخرين وتضيع عليهم فرصة الحصول على الأمن والسلام بعد أن خسروه في بلدهم الأصلي” .
” في نفس الوقت يجب أن نتطلع إلى المستقبل , فأنا في سوريا كنت أعمل كمدرس لغة انكليزية والآن أعمل كمتطوع في المنظمة الدولية “كير” الألمانية, مهمتنا تقديم الدعم للمعلمين وكيفية التعامل مع الطلاب الجدد الذين وصلوا إلى ألمانيا كلاجئين ” .
” من المهم أن لا نترك المدارس الألمانية وحدها تواجه التحدي الكبير في عملية دمج الآلاف من الأطفال والشباب الذين فروا إلى هذا البلد المثالي” .
ختمت الصحيفة المقال بعد اطلاع “المركز الصحفي السوري” ما ختم به الشاب السوري قوله “أريد أن أساهم في التغلب على التحديات الراهنة وضمان استمرارية ثقافة الترحيب لدى الحكومة الألمانية وإلا سوف ينال من قام بالاعتداءات الأخيرة مناله في تأزيم وضع السوريين ” .
اضغط للقراءة من المصدر
ترجمة المركز الصحفي السوري ـ طارق الأحمد