“سلامي على تلك العيون التي ضحكت بعد أن فارقت الحياة.. سلامي على أطفال أصبحوا طيوراً في جنات الخلد.. سلامي على من انتهى عنده الخوف والمعاناة ..سلامي لمن بات بأيدي من لا يظلم وترك الظالم وحقده الذي لا ينفذ”.
تلك كلمات أبو مروان (50 عاماً) لدى رؤيته جثث الشهداء الملقاة على الأرض بعد أن فرغ حقد النظام براميله الفراغية المدمرة يوم أمس الجمعة الموافق 13 أيار داخل مدينة إدلب في منطقة دوار معرة تمصرين مما أودى بحياة 20 شخصا غالبيتهم من الأطفال وأكثر من 30 إصابة منهم في حالة الخطر ونقلوا خارج المدينة لإجراء العلاج المناسب في ظل غياب الكادر الطبي المتخصص وقلة المواد الطبية اللازمة .
تقول صباح(24 عاماً) “أصبحت بحالة من الذعر والتوتر لدى رؤيتي لوالدي المصاب بساقه بشكل بالغ ،كوني مررت في تلك الحالة عندما فارقت أمي الحياة في نفس الظروف ،فمن ذاق ألم الفقد.. يبقى خائفاً للأبد.”
“أسرعت لمرافقة والدي إلى باب الهوى لتلقي العلاج اللازم وفي الطريق وبوساطة أجهزة التواصل علمت أن أخي وزوجته وابنهما قد فارقا الحياة بغارة أخرى أسقطت صاروخاً مدمراً فوق المنزل.. آه.. آه لم يبقى لي سوى أخي المعتقل في سجن صيدنايا.. وإن شاء الله النظام ما بصفيه كعادته في الخلاص من المعتقلين.. أصبحت وحيدة بهمة النظام وأعوانه ..الله وحده قادر على أن يحاسبهم”.
كما ويكشف مازن (19 عاماً) كنت بالقرب من مكان وقوع صواريخ الموت أسرعت لأساعد فرق الإنقاذ بإخراج المصابين والمتضررين من تحت الأنقاض كم كانت مؤلمة مشاهدة المكان الذي خيم عليه الموت والحزن ،سمعت طفلة صغيرة في سن الخامسة تبكي بكاءً شديدا فالألم لديها لا يحتمل وهو فقدان ساقها ،تصرخ أريد أمي و يا ليتها لا تعلم أن أمها فارقت الحياة وأن عليها أن تواجهه أياماً سوداء وأن طيف أمها سيرافقها مدى الحياة.”
يصّرح طبيب المشفى التي تستقبل المصابين” فعلت كل ما بوسعي مع رفاقي في الكادر لإنقاذ المصابين لكن أغلبية الإصابات بالغة استوجبت نقلها خارج المدينة للإسراع في تقديم المساعدة .. عندما يعجز الأطباء عن تقديم المساعدة لنقص في المعدات فاعلم .. أن الإنسانية ماتت فيا رب ارحم نفساً تتألم” .
وتكشف أم سامر(45 عاماً) وهي من سكان الحي المدمر” نظرت بعيني الوحيدة إلى صيدلية كانت بالقرب من منزلي ، كنت أتردد إليها بشكل روتيني لشراء الدواء المستمر لأحافظ على العين السليمة بعد فقداني لعيني اليمنى بشظية من صاروخ سقط في السوق وقتل الأبرياء ,كم كان مروعاً حجم الدمار الذي أحدثته تلك الصواريخ الفراغية لقد دمرت الحي بكامله وذهب رزق الناس بثواني وباتوا مشردين ضمن وطنهم.”
تدمدم أم سامر” إلى متى سيخيم الحزن عل وطني وسأفقد كل يوم أهلي وناسي .؟ لم يعد النسيان ممكناً لتلك الآهات ..ولم تعد ذكريات الحزن المكدسة في العقل قادرة على الاستيعاب. .فقد طفح الكيل وعاد هتاف القلب.. ما لنا غيرك يا الله.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد