صحيفة القدس العربي
أن الغارة الاسرائيلية غير المسبوقة التي استهدفت عددا من كوادر “حزب الله” قرب مدينة القنيطرة السورية أمس الأول تمثل اختبارا قاسيا لقدرة “حزب الله” ومصداقيته، ليس فقط بسبب وجود جهاد نجل القيادي الراحل عماد مغنية إلى جانب قيادات عسكرية مهمة بين القتلى، بل لمعطيات تتعلق بتوقيتها وموقعها أيضا، موضحة أنها جاءت بعد أيام قليلة من التصريحات التلفزيونية التي أدلى بها الأمين العام للحزب حسن نصر الله، ونفى فيها أي تواجد عملياتي أو عسكري للحزب في الجولان السوري المحتل، مؤكدا أن الدعم للمقاومة هناك سياسي فقط، إلى جانب تعهده الواضح بالرد على أي هجوم إسرائيلي يتعرض له الحزب داخل سوريا، ورأت الصحيفة أن إسرائيل نجحت في إحراج نصر الله والتشكيك في كامل الصورة التي رسمها، منوهة إلى أن الغارة نجحت في إفساد ما بدا وكأنه “مزاج احتفالي” صاغ تصوير نصر الله للوضع داخل سوريا من حيث قدرة النظام على الصمود، وفقدان تنظيم “الدولة الاسلامية” القدرة على تغيير المعادلات، وهو ما كان يستوجب سؤالا بديهيا، لم يوجه إليه، عن أسباب بقاء قوات الحزب في سوريا، إن كان الواقع مطمئنا إلى الدرجة التي تحدث عنها، كما أشارت الصحيفة إلى أن “حزب الله” يبدو مضطرا لأن يدفع فاتورة طموحاته أو ارتباطاته الإقليمية والمذهبية، مبرزة أن إيران التي أودت الغارة بأحد جنرالاتها أيضا، ليست مستعدة لإغضاب الولايات المتحدة وأوروبا بينما تقترب المفاوضات النووية من “النهاية السعيدة” التي عملت طويلا على انجازها، ما قد يرجح أن تكتفي بصمت رهيب.