راما البالغة من العمر 23 عاماً ، متزوجة ولديها طفلين، تتعرض لمختلف أنواع التعنيف دون رقابة، فزوجها يعاني من أمراض نفسية اكتشفتها بعد الزواج، وكان يستعمل معها العنف في أي شيء، حتى طفح الكيل حين كسر لها أنفها فطلبت الطلاق مع صعوبة إجراء معاملات الطلاق في سورية.
منذ الأزل المرأة مستضعفة، ورغم الانفتاح الذي نحياه ودين الإسلام الذي ينصف المرأة، وعلى الرغم من منظمات حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين في كل شيء إلا أن المرأة تبقى مواطن درجة ثانية في نظر المجتمع، وفي ظل الثورة في سورية تذهب العدالة دون المطالبة بها ليغلق ملف العنف الزوجي تحت مسمى “الرجال قوامون على النساء ”
راما الشابة التي تداوي جراحها النفسية والجسدية في تركيا مع الإصرار على الطلاق خضعت راما في العش الزوجي إلى الضرب والإهانة، راما تزوجت منذ 4 سنوات وأنجبت طفلين تروي لنا ما جرى لها.
راما الجميلة تزوجت بالإكراه من قبل المجتمع والأقارب تحت مسمى “نحنا نازحين والبنت همها كبير ” ، تزوجت وسكنت مع عائلة زوجها حملت بطفلها الأول وبدأ الضرب والإهانة ويعود الفضل الأكبر بتعذيب راما لأخت زوجها التي قطعت 33 عام لتكرس وقتها في خلق العيوب والنقد السلبي لراما، وكانت راما تختنق من مضايقاتها المتواصلة لها وسبب ذلك زوجها الذي كان يسمع لما يقال ويعبر عن رجوليته المهزوزة بالضرب و الإهانة حتى لم تفكر أن تخبر أهلها بما تعانيه.
طلبت أن تسكن هي وزوجها لتحيا حياة سليمة خالية من المشاكل ولما سكنت بدأت تكتشف العدوانية في زوجها ضد المرأة في أحد الأيام بعد زواجها بما يقارب عامين كانت قد أنجبت طفلها الثاني كشفت عن حقيقة زوجها بقيامه بعمل غير شرعي، تشاجرت هي وزوجها بالكلام وصمتت كي لا يضربها وفي الساعة 2 بعد منتصف الليل أيقظها زوجها من النوم وقال لها “رواحي نتمشى دايقة أخلاقي ” لم تمانع على الفور استجابت له وذهبا كان زوجها يرتدي عباءة وهي تسير خلفه حتى وصلوا “مغارة ” تبعد عن بيتها 1 كيلو متر دخل زوجها المغارة ونهز كتفيه سقط منه حبل قالت “شو هذا ليش جبتني لهون انا خايفة “سخر منها وقال “نزلي لا تخافي والله لأذبحك هون ومحدا رح يدرى فيكي ولا أهلك وأنا رح أطلع عليهن بالعالي وقللهن وين خطفت بنتكن “جمدت قليلاً لم تصدق أنها تزوجت بشخص وضيع وإرهابي ركضت باتجاه بيتها لتتصل بأبيها ليحضر ويخلصها لحق بها زوجها بهدوء دخلوا البيت ووعدها بأنه لن يؤذيها قفل الباب واستدار ليلكمها على وجهها تسقط على الارض لا حراك ينزف أنفها 3ساعات متواصلة وفي الصباح ذهب بها إلى الطبيب سألها الطبيب عن سبب كسر أنفها لم تستطيع الإجابة بصوتها أجابته بعيونها تشير إلى زوجها قال الطبيب بصوت مرتفع إن كان سبب هذا الكسر زوجك فهذا سبب بليغ للطلاق ابتسم زوجها وقال مع تقاطع أنفاس وتغير لون وجهه “لا دكتور وقع عليها الباب لما ضربت الطيارة “..وكم هذا التشبيه بليغ الطاغية الزوج يتهم الطاغية بشار ؟
راما تُحرم شهر من نور السماء كي لا يسخر منها أحد وتخفي التشوه الذي سببه زوجها لتبقى شهر في بيتها مع قفل باب المنزل ومنع أحد من زيارتها وبعدها تدخل إلى تركيا لتلقي العلاج بمرض أخر وتحاول أن تطلق نفسها في المحاكم الحالية في سورية بتوكيل والدها منذ 7 أشهر حتى الآن دون نتيجة.
راما حرمت أطفالها وأهلها لشدة خوفها من زوجها إذا عادت إلى سورية، راما ليست الوحيدة هناك مئات النساء هضمت حقوقهن إلى متى؟
قصة حقيقية من الواقع تحيا في كل مكان
بقلم :غفران الفارس
المركز الصحفي السوري