بعد كل حدث أمنيّ في لبنان، يتعرض اللاجئون السوريون الهاربون من الحرب والبراميل المتفجرة لموجةٍ من العنصريّة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي وصلت الى الاعتداء الجسدي والمعنوي في بعض المناطق والقرى اللبنانية. هذا الأمر تفاقم بعد سلسلة التفجيرات الانتحارية التي تعرضت لها بلدة القاع البقاعية (عند الحدود الشرقية بين لبنان وسورية) منذ أيام.
فالأحزاب التي كانت تحاضر بحصر السلاح بيد الدولة، حمل نوابها السلاح وتفاخروا به، وبعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين دعموا الثورة السورية منذ بدايتها، غصّت حساباتهم بالتعليقات العنصرية ضد اللاجئين السوريين الأبرياء، مدافعين بدورهم عن مشاهد السلاح المتفلّت بين أيدي أهالي بلدة القاع ونوابها، والتي وصلت إلى المطالبة بإحراق كل لاجئ سوري في لبنان ومنطقة عرسال بأطفالها ونسائها.
الحملة العنصرية المتصاعدة التي لم تهدأ منذ أيام، تفاقمت وخرجت من العالم الافتراضي إلى الواقع، فتعرض عشرات السوريين في منطقة حراجل إلى الاعتداء بالضرب من قبل عدد من الشبان اللبنانيين على رؤوسهم، مستخدمين الأدوات الحادة. كما عمدت العديد من البلديات في لبنان إلى إعلان منع تجوّل اللاجئين السوريين منذ بداية الليل إلى ساعات الفجر.
حملة العنصرية هذه قوبلت بأخرى مضادة، تُدافع عن اللاجئين وترفض الشمولية والعنصرية تجاههم، فانتشرت منذ أيام عدة وسوم منها: #لا_للعنصرية، #العنصرية_تقتل وغيرها. كما أطلقت مجموعة “ميديا هاشتاغ” الأربعاء وسم لاجئ مش إرهابي الذي تفاعل معه الآلاف من اللبنانيين وغدا الوسم الأكثر انتشارا في لبنان بعد أن وصل متفاعلوه إلى 200 ألف شخص.
وكتب الإعلامي حسام يحيى: “سابقًا كان معيار الشهامة احترام وإكرام الضيف. حاليًا سياسيون لبنانيون يتسابقون على التحريض ضد “اللاجئين السوريين” #لاجئ_مش_إرهابي”، فيما غرد الناشط طارق أبو صالح: “يلي بيسمع العنصريين كيف عم يحكوا عن اللاجئين بيقول إنو اللبنانية بحياتهم ما تهجروا، ولك ما كل حياتنا مهجرين! #لاجئ_مش_إرهابي”.
العربي الجديد