الرصد السياسي اليوم الاحد (6 / 12 / 2-15)
قال جون كيري: “إن حكومات الدول المعنية ستلتقي خلال ديسمبر/كانون الأول الحالي في نيويورك، لدفع عملية المفاوضات نحو الأمام”، موضحًا أن الهدف هو “تسهيل العملية الانتقالية التي تدعمها جميع الأطراف”.
جاء ذلك في كلمة له خلال مشاركته في مؤتمر لمعهد “بروكينغز” في واشنطن، مساء أمس، حيث أشار “كيري” إلى مواصلة المجتمع الدولي بذل جهوده من أجل حل الأزمة السورية.
كما دعا إلى توحيد سوريا، وقال: “إن الولايات المتحدة سوف تدفع باتجاه إجراء انتخابات عادلة ونزيهة، تُشرف عليها الأمم المتحدة”.
ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات بين نظام الأسد وأطياف المعارضة في يناير/ كانون الثاني، بهدف تشكيل حكومة انتقالية خلال ستة أشهر، قبل إجراء انتخابات خلال 18 شهرًا، بحسب البيان المشترك للاجتماع الذي عقد في فيينا.
وزير من نظام الأسد بالقاهرة في أول زيارة بعد قطع العلاقة بين البلدين
في زيارة هي الأولى لمسؤول حكومي سوري، منذ 15 يونيو/حزيران 2013، عندما قرر الرئيس المعزول، محمد مرسي، سحب السفير المصري من دمشق، وتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدَين، ثم تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية عام 2013، استقبل مطار القاهرة، أمس السبت، وزير الإسكان في حكومة النظام السوري، محمد وليد غزال، قادماً من لبنان على متن رحلة خطوط الشرق الأوسط اللبنانية.
وعلى الرغم من أنّ المصادر الحكومية المصرية من مجلس الوزراء و وزارة الإسكان، نفت لـ”العربي الجديد” تحديد أي لقاءات رسمية بين الوزير السوري ونظيره المصري، مصطفى مدبولي، أو غيره من المسؤولين المصريين، يؤكّد مصدر أمني مصري سماح الأجهزة المصرية للوزير بالزيارة في بادرة غير معتادة مع المسؤولين السوريين غير الأمنيين.
ويقول المصدر الأمني نفسه، إن مسؤولين سوريين أمنيين من نظام بشار الأسد سبق أن زاروا القاهرة، خلال الاجتماعات التحضيرية، لمحادثات موسكو الأخيرة التي جمعت الفرقاء السوريين، أخيراً، إلّا أن المسؤولين الحكوميين ظلّوا ممنوعين من زيارة مصر بصفتهم الرسمية، وهو ما تغيّر أمس، للمرّة الأولى منذ عامين ونصف، مضيفاً أنّ الوزير السوري سيحضر جلسات مؤتمر اتحاد المهندسين العرب، وسيلتقي ببعض رجال الأعمال السوريين المقيمين في القاهرة، ولن يلتقي بمسؤولين مصريين.
ويعكس هذا الموقف تطوراً في الموقف المصري الذي يتماشى مع انحياز نظام الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، للخطة الروسية لبقاء نظام الأسد واعتباره جزءاً من الحل السياسي في سورية، تحت شعار الحفاظ على مؤسسات وكيان الدولة السورية، وهو ما يدعم رؤية الرئيس المصري، أنّ أحداث ثورات الربيع العربي كانت مخطّطة لهدم الدول العربية والنيل من استقرارها.
كيري: ندعم الانتقال السلمي للسلطة في سوريا
قال جون كيري: “هناك حاجة لتحديد شكل الانتقال السياسي في سوريا…سنجتمع في نيويورك هذا الشهر للمضي قدماً وتسهيل انتقال سياسي تدعمه جميع الأطراف من أجل سوريا موحدة وغير طائفية تختار قياداتها في المستقبل من خلال انتخابات شفافة بإشراف الأمم المتحدة”.
كما أشار كيري إلى وجودِ انقسامات حادة في المجتمع الدولي بشأن دَورِ ومستقبل بشار الأسد، لافتا إلى ظهور وحدة دولية غيرَ مسبوقة بشأن الحاجة لمرحلة انتقالية تـنهي الأزمة السورية.
واكب ذلك تصريح فرنسي على لسان وزير الخارجية لوران فابيوس، كان أكثر وضوحا لجهة الوصول إلى الحل مع إعلانه أنه لا يمانع بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية.
في غضون ذلك، جرى اتصال بين رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي هولاند ناقشا ضرورة المضي في الانتقال السياسي دون الإشارة للأسد.
وعلم من مصادر أن موفد الأمم المتحدة سينقل في اجتماعات مع المعارضة قبيل وبعد اجتماع الرياض بأن أغلب المجتمع الدولي لن يتوقف عند مصير الأسد في المرحلة الانتقالية.
ويرى مراقبون أن تراجع المواقف يعود لاستشعار الغرب خطر تمدد تنظيم الدولة داخل عواصمهم، والذي لا يرون حلا لدحره دون حل الأزمة السورية.
وهو حل تعرف الجهات الدولية أنه لن يمر من دون ضمان تأييد روسيا وامتثال نظام الأسد له.
يأتي ذلك فيما تواصل المعارضة مع حلفائها الإقليميين رفض أي حل يبقي الأسد في المرحلة الانتقالية.
المعارضة إما أن تكون أو لا تكون مع تزايد “القبول” بالأسد
تبدأ اطياف المعارضة السورية في مؤتمر مقرر الثلاثاء بالرياض “مهمة صعبة” للتوصل الى رؤية مشتركة حول مصير رئيس النظام السوري بشار الاسد في أي مرحلة انتقالية وهو نقطة خلاف رئيسية بين المعنيين بالنزاع.
وتدفع السعودية من خلال المؤتمر الاول الذي يشارك فيه مناهضو النظام السياسيون والعسكريون، لتوحيد صفوف المعارضة قبل الاول من كانون الثاني/يناير، الموعد الذي وضعته الدول الكبرى كهدف لجمع طرفي النزاع المستمر منذ 2011.
وستدعى الى المؤتمر على الارجح قرابة مئة شخصية ابرزها ممثلون للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي المقبولة من النظام و”مؤتمر القاهرة” الذي يضم تيارات وشخصيات معارضة من الداخل والخارج.
وسينضم اليهم ممثلو فصائل مسلحة غير مصنفة “ارهابية”، كالجبهة الجنوبية المدعومة من الغرب و”جيش الاسلام” ابرز فصائل المعارضة في ريف دمشق. وذكرت صحف سعودية ان دعوة وجهت ايضا الى حركة احرار الشام.
وتوصلت دول ابرزها الولايات المتحدة والسعودية الداعمتان للمعارضة، وايران وروسيا المؤيدتان للنظام، في فيينا في، الى اتفاق لتشكيل حكومة انتقالية خلال ستة اشهر واجراء انتخابات خلال 18 شهرا بمشاركة سوريي الداخل والخارج.
ورغم الاتفاق، لا يزال مصير الاسد موضع تجاذب يعرقل اي حل للنزاع الذي اودى باكثر من 250 الف شخص.
ويقول عضو الائتلاف سمير نشار لوكالة فرانس برس، ان مؤتمر الرياض سيكون “امام مهمة صعبة محفوفة بالمخاطر”، موضحا ان ابرز اهدافه التوصل الى “موقف مشترك ورؤية سياسية واضحة حول سوريا المستقبل والمرحلة الانتقالية والموقف من بشار الاسد”.
وإزاء “الخلاف الجوهري” حول “دور ومستقبل الاسد يتخوف نشار “من ان تطالب بعض الفئات المحسوبة على بعض الدول التي تؤيد النظام السوري، ببقاء بشار الاسد في المرحلة الانتقالية، وهذا يضع المؤتمر امام تحديات خطيرة تؤثر على امكانية نجاحه”.
وتطالب المعارضة وداعموها برحيل الاسد، بينما يدعو حلفاؤه لتقرير مصيره من قبل “الشعب السوري”.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد.