تتجه العلاقات الروسية التركية إلى مزيد من التدهور عقب إسقاط الطائرة الروسية سوخوي 24 بصاروخ أطلقته مقاتلة تركية من طراز إف 16، دلالات تشير إلى أن الحرب الروسية التركية قد بدأت.
فعلى الصعيد الاقتصادي وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول أمس مرسوما بفرض سلسلة قيود اقتصادية عقابية ضد تركيا، وجاء في نص المرسوم الذي نشره الكرملين منذ يومين أن هذه الإجراءات التي تتخذها الحكومة الروسية والهادفة إلى، ” ضمان الأمن القومي و أمن المواطنين الروس” وتشمل هذه القرارات، ” حظر الرحلات الزهيدة بين روسيا وتركيا، ومنع أرباب العمل الروسي من توظيف الأتراك و إعادة العمل بتأشيرة دخول بين البلدين”.
و كرد تركي على هذه الإجراءات قال مسئول تركي بارز ” أن هذه العقوبات لن تؤدي إلا للإضرار بالعلاقات، و أن هذه الخطوات لا تيسر أي شيء، بل وتعمق المشكلة”. ونصحت تركيا مواطنيها بعدم السفر إلى روسيا، حيث حذرت وزارة الخارجية التركية مواطنيها من السفر إلى روسيا إلا للضرورة، وذلك بعد طلب من روسيا من رعاياها مغادرة تركيا وإعلانها وقف العمل بنظام إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول.
من جهة أخرى يرى محللون أن هذه العقوبات قد تؤثر أساسا على القطاع السياحي التركي لأن أكثر من ثلاثة ملايين روسي يزورون تركيا سنويا، خاصة المنتجعات المطلة على بحري إيجة والمتوسط. أما بشأن ارتداد هذه العقوبات على الاقتصاد الروسي، فيرى مراقبون أن المرسوم لم يتطرق للمشاريع الاقتصادية الكبيرة، لكن أي قرار روسي بإلغاء مشروعي خط أنابيب الغاز قيد التخطيط له وبناء موسكو محطة نووية في تركيا بقيمة ثلاثة ملايين دولار سيؤثر حتما على الاقتصاد التركي.
أما على الصعيد العسكري، فقد كثفت روسيا من غاراتها الجوية على مناطق الشمال السوري الحدودية المحاذية لتركيا، بهدف عرقلة منطقة آمنة أعلن عنها أردوغان خلال فترة قريبة تمتد من جرابلس إلى إعزاز، تهدف وبحسب قول تركيا إلى تشكيل ملجأ آمن للسوريين داخل بلادهم يحميهم من نيران الصراع الدائر ومن ضربات النظام وتخفف من حدة تدفق اللاجئين إلى تركيا واستطرادا إلى أوروبا.
إغلاق الحدود سيسهم في حل مشكلة تدفق المهاجرين إجراء تحدث عنه لافروف بشكل علني. و كانت روسيا قد عززت الدفاعات المضادة للطائرات في سوريا من خلال الدفع بطراد حربي قبالة السواحل السورية، و نشر صواريخ جديدة في قاعدتها العسكرية هناك، وسيوفر النظام الدفاعي بعيد المدى الموجود على الطراد الحربي” موسكافا”، إضافة إلى نظام S400 و ذلك لتوفير حماية لقواتها الجوية بالمنطقة.
أما سياسيا، فيرى محللون سياسيون أن روسيا تحاول استغلال مسألة إسقاط الطائرة الروسية لجذب الرأي العالمي في دعم الأسد تحت ذريعة محاربة تنظيم الدولة، وتحاول استعراض قواها العسكرية في سوريا كأقوى دولة عالميا في ظل ضعف الدور الأمريكي في المنطقة.
سلوى عبد الرحمن
المركز الصحفي السوري