المشكلة الكبرى التي ابتليت بها الأمة تكمن بالدرجة الأولى بأن معظم منظريها وممن يحسبون من النخبة لاينظرون إلى وجع الأمة ومآسيها وما حل فيها إلا بمناظريهم الحزبية وآفاقهم الضيقة.
ففي الوقت الذي يعتبر فيه البعض تعزية حماس بعماد مغنية وسمير القنطار سياسة ومن باب المصلحة الشرعية، يعتبر بالمقابل مهادنة السعودية لأمريكا خيانة للأمة، ووجود قاعدة أمريكية في تركيا سياسة شرعية، والسبب هو الولاء للحزب فقط لا أكثر ولا أقل.
البعض الآخر يرى تعاون السعودية مع أمريكا خيانة ،بينما من يدافع عن النظام السوري نكلوا بمن ضحى ووقف بوجهه، ليبيعونه النفط ويتعاونون معه في أكثر من مكان،
ويرى فيه مصلحته لأن جماعته يقاتلون المرتدين ويعملون على إعادة أمجاد الأمة وبناء صرحها من جديد .السبب الولاء للحزب وللحزب فقط.
مادفعني إلى كتابة هذا المقال التدافع العجيب الحاصل بين المفكرين والنخب وكيل الاتهامات، انطلاقا من الولاء للفكرة والحزب ودون الاعتبارلمصلحة الأمة.
تصريحات العسيري الناطق باسم الجيش السعودي بخصوص التدخل البري في سوريا والتي فتحت شهية الكتاب والسياسيبن ليكتبوا فيها مايشاؤون .
في الوقت الذي يرى فيه البعض تآمرا ورضوخا للأمريكيين يرى فيه آخرون مناورة لمواجهة الروس بحجة محاربة تنظيم الدولة والتي هي الحجة نفسها التي ساقتها روسيا للتدخل بالأرض السورية وقلب الموازين على الأرض لصالح النظام.
فالقارئ المتجرد و المنصف للأحداث يعلم علم اليقين بأن سياسة المملكة تغيرت تغيرا جذريا
بعد وصول سلمان بن عبد العزيز للحكم لمصلحة قضايا الأمة وتطلعات شعوبها ولا يخفى على المتابع بأنها ورثت حملا ثقيلا من أسلافها، وواقعا عربيا وإقليميا مريرا ابتداء من اليمن الجارة وهيمنة الحوثي وصالح، مرورا بالعراق وسوريا التي هي محور القضية والأحدث انتهاء بالخلاف التركي المصري واللذان يعتبرا العمود الفقري لأي تحرك سعودي على مستوى الإقليم بظل انتفاش روسي إيراني ونفاق أمريكي لم يعد خافيا على أحد.
وحري بمن هم قادة الفكر أن يتخلوا عن حزبيتهم الضيقة لمصلحة الأمة وينظروا بمنظار مصلحتها، حينها فقط يمكن للأمة أن تنهض من جديد.
وضاح سيد يوسف