يعيش آلاف السوريين مأساة أطفال فلسطين قبل أعوام عدة والمأساة الأكبر تكمن في تخلي المنظمات الإنسانيه عن أنشطه حقيقية تروح قليلا عنهم وتنسيهم وجع لحرب وتداعياتها،
الكثير من الأطفال يعانون من العدوانية والعزلة والخوف وعدم القدرة على التكيف مع أي بيئة أخرى.
الشاب علي من ريف دمشق 17 عاما، يقطن في إحدى مخيمات اللجوء الحدودية يقول:” سافرت إلى مصر وأقمت مدة بها لكن طوال فترة الإقامة لم أستطع التأقلم ولو ليوم واحد في ذلك البلد،
ولم أنزل إلى النوادي أو المطاعم أو الملاهي ،كل ماكنت أفعله أنني اتابع وأتصفح مايجري في بلدي ومايدور
من أحداث عبر الأنترنت.”
ويضيف:” أمي لاحظت عليَ عندما أبقى مستمرا خلف شاشة الكمبيوتر أراقب مايجري، أتألم،أبكي ،أشعر بالعجز فهذا صديق مقرب
لي قد استشهد في الحرب وآخر قصف منزله وآخر اعتقل وثالث يفقد ورابع يغيب، لم أستطع أن أبقى في غربتي فأتيت إلى هنا إلى وطني لكني لم أجد فيه إلا الدمار.”
وأضاف لنا صديق له:”أصبح يحب العزلة والوحدانية ويظل يردد”
بدي بيتنا اللي احترق وغرفتي اللي انسرقت ورفقاتي اللي ماتوا والبقية اللي اعتقلن النظام وماعاد بدي شي بالدني غيرن.”
وأضاف صديقه قائلا :”حتى الآن يرفض التأقلم بأي شكل كان مع أي مجتمع جديد يدخله وحالته تتأزم يوما بعد يوم، فمن يعيد لمنكوبي الحرب ذكرياتهم.”
أما معاناة حسام:
حسام من مدينة حلب ويعيش الآن في تركيا في مخيمات النزوح،
عمره 15 عاما خرج هاربا من بيته بعد أن اعتقلت قوات النظام والده أمام عينيه.
يقول:” بعد أن نزلت قذيفة هاون في بيتنا وأدت إلى كسر عظم الفخذ، لم أستطع أن أجري العملية لتجبير كسري إلا في المشافي الميدانية، فقد قاموا بإجراء عملية بسيطة وتركيب صفيحة وبراغي بشكل بسيط وبدائي والآن أعاني من الألم غير أنني لاأستطيع التأقلم في هذه البيئة
أحس بالفقد لمن أحب أرغب بأن أعود إلى بيتي عاجلا غير آجل لكن ما من أمل قريب، فأنا الآن أعيش بمنعزل عن الجميع وأصبحت أحب العزلة والوحدة .”
وتابع قائلا: “بعد أن زرفت عيناه دما وليس دمعا :اشتقت لمدرستي ولأصدقائي ولبيتي، واشتقت لك أيضا ياأبي .”
لم يجد الأطفال بيئة تحتضنهم وهم خارجون لتوهم من بيئة حرب وباتوا يوما بعد آخر يخافون من كل شيء،
من الأصوات المفاجئة ومن المفرقعات النارية ومن العربة التي تبيع الخضار وكلما سمعوا بهذه الأشياء سارعوا للاختباء
في منازلهم، ظانيين أن قوات النظام قد تداهم منزلهم، {ويبدو أن صورة والدهم وهو مكبل اليدين مساقا أمامهم من بيتهم من قبل الشبيحه لم تغادرهم حتى الآن.
ويبقى الأطفال هم الفئة الأكثر ضررا في الحرب وهم الفئه التي فقدت طفولتها وبراءتها قبل كل شيء .
إبراهيم الحاج أحمد المركز الصحفي السوري