قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إن “المنطقة لا تحتمل المزيد من التقسيم ولا استمرار النزاعات”، داعيا إلى “إنهاء النزاعات المسلحة ووقف سياسات التدخل في شؤون الآخرين”.
جاء ذلك في كلمته، اليوم الأحد، خلال افتتاح الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي العراقي، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
وعقد الاجتماع في قصر اليمامة بالرياض، بحضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون.
وأعرب العبادي، عن استعداد بلاده لتوحيد جهودها مع جهود دول المنطقة “للبدء بعهد جديد من السلام والاستقرار”.
وأكد على “ضرورة إنهاء النزاعات المسلحة ووقف سياسات التدخل في شؤون الآخرين من أجل مصلحة خاصة لهذه الدولة أو تلك، والبدء بمرحلة جديدة من التعاون الشامل والتكامل الاقتصادي المشترك”.
وأردف العبادي: “نحن نؤمن أن أمننا واستقرارنا واقتصادنا ومصالحنا يجب أن تتم صياغتها بعمل مشترك بين دول المنطقة”.
وأضاف “مستعدون لتوحيد جهودنا مع جهود إخواننا للبدء بعهد جديد من السلام والاستقرار والتنمية وإقامة شبكة مصالح تخدم شعوبنا وتفتح أبواب المستقبل للشباب بدلا من أن تخطفه عصابات الإرهاب والجريمة”.
وشدّد العبادي، على “أهمية تركيز التعاون في محاربة الإرهاب، والعمل لإيضاح أنه لا يمثل ديننا الإسلامي، وهو عدو للإنسانية جمعاء، وأن الدول العربية والإسلامية هي الأكثر تضرراً منه”.
عقب ذلك ألقى تيلرسون، كلمة أثنى فيها على علاقات بلاده مع السعودية وأيضا العلاقات الأمريكية العراقية، مؤكداً ضرورة “نمو هذه العلاقات”.
وأشاد الوزير الأمريكي، بالإنجازات التي حققتها حكومة بغداد في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، مبيناً أن “العراق بحاجة ماسة لإعادة البناء وتعزيز الاستقرار”.
ورحب بتأسيس مجلس التنسيق السعودي العراقي الذي “سيسهم في الإصلاحات وفي تنمية القطاع الخاص التي بدورها ستشجع على الاستثمار وفي جهود إعادة إعمار البناء في العراق”، حسب قوله.
وأشار تيلرسون، إلى أن “مجلس التنسيق السعودي العراقي يأتي لصالح البلدين والمنطقة بأكملها”، مؤكدًا دعم بلاده للتعاون المستمر بين المملكة والعراق.
وفي ختام الاجتماع، جرى التوقيع على محضر تأسيس مجلس التنسيق السعودي العراقي، وقعه من الجانب السعودي وزير التجارة والاستثمار ماجد بن عبد الله القصبي، ومن الجانب العراقي وزير التخطيط ووزير التجارة سلمان الجميلي.
ووصل العبادي، إلى المملكة أمس، في زيارة يختتمها اليوم، ضمن جولة خارجية تشمل دولًا أخرى في المنطقة، وفق ما أفادت به الحكومة العراقية في بيان سابق، وصل الأناضول نسخة منه.
وتحسنت العلاقات بين العراق والسعودية في الأشهر الأخيرة، بعد عقود طويلة من التوتر بين الدولتين في أعقاب اجتياح النظام العراقي السابق للكويت مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وأجرى العبادي في 19 و20 يونيو/حزيران الماضي، زيارة رسمية إلى السعودية، هي الأولى منذ تسلمه منصبه نهاية عام 2014.
واتفق في أعقاب مباحثات مع العاهل السعودي خلال تلك الزيارة، على تأسيس “مجلس تنسيقي” للارتقاء بعلاقاتهما إلى “المستوى الاستراتيجي”.
كما اجتمع الملك سلمان والعبادي في مارس/آذار الماضي، على هامش القمة العربية، التي عقدت في الأردن.
وأجرى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، زيارة للعراق في 25 فبراير/شباط الماضي.
الأناضول