أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتمع، الخميس، مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على هامش فعاليات “فطور الصلاة” السنوي في واشنطن.
ولم يكشف البيت الأبيض أي تفاصيل عن مضمون الحوار بين الزعيمين. وتقيم واشنطن منذ 2004، فعاليات “فطور الصلاة” وهو لقاء للقادة الكاثوليك في مجالي الأعمال والسياسة.
والملك عبدلله الثاني هو أول زعيم عربي يلتقي بالرئيس دونالد ترامب منذ تنصيب الأخير في 20 يناير الماضي، الأمر الذي يؤكد أن العهد الأميركي الجديد يولي العلاقة مع المملكة أهمية خاصة.
واجتمع العاهل الأردني أيضا خلال “فطور الصلاة” بوزير الخارجية الأميركي الجديد ريكس تيلرسون (64 عاما) الذي أدى اليمين الدستورية الأربعاء.
ويقوم العاهل الأردني منذ الاثنين بزيارة عمل إلى واشنطن، حيث اجتمع في وقت سابق مع مايك بينس، نائب الرئيس الأميركي، وجيمس ماتيس، وزير الدفاع الأميركي، فضلا عن عقده اجتماعين منفصلين مع قيادات مجلس النواب الأميركي، ورئيس وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.
وتربط عمان والإدارة الأميركية الجديدة عدة نقاط مشتركة لعل أهمها اقتناعهما بأن الأولوية المطلقة لهذه المرحلة هي القضاء على الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية، الذي نجح في استغلال الفوضى الحاصلة في أكثر من بلد عربي لتثبيت أقدامه وتهديد الدول المجاورة.
ويشارك الأردن في حملة عسكرية بقيادة الولايات المتحدة ضد مقاتلي التنظيم الجهادي في كل من سوريا والعراق.
ووفق وكالة الأنباء بترا فإن الملك عبدالله ركز خلال لقاءاته في واشنطن على محاربة الإرهاب والأزمة السورية على وجه الخصوص. وذكر مسؤولون أميركيون في وقت سابق أن العاهل الأردني سيطلب من الإدارة الجديدة دعما عسكريا إضافيا خاصة على حدوده مع سوريا، التي يسعى تنظيم الدولة الإسلامية إلى تثبيت موطئ قدم بالقرب منها.
تربط عمان والإدارة الأميركية الجديدة عدة نقاط مشتركة لعل أهمها اقتناعهما بأن الأولوية المطلقة لهذه المرحلة هي القضاء على الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية
وكثف التحالف الدولي بقيادة واشنطن في الأيام الثمانية الأخيرة من هجماته الجوية على الحدود السورية العراقية خاصة تلك القريبة من الأردن، ما يعكس حرص ترامب على التسريع في المعركة الموعودة ضد الجهاديين. ومن المرجح أن يكون الأردن أحد أضلع هذه المعركة.
وتتمركز صواريخ باتريوت الأميركية في الأردن ويوجد هناك مئات المدربين من الجيش الأميركي منذ بداية الصراع السوري في 2011 وأنفقت واشنطن الملايين من الدولارات لإقامة نظام دفاعي دقيق على الحدود.
وسبقت زيارة العاهل الأردني إلى واشنطن زيارة أداها إلى موسكو الأسبوع الماضي التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين، الذي أثنى على دور المملكة في جهود البحث عن حل للأزمة السورية.
ويرى محللون أنه لا يمكن الحديث عن الزيارتين بشكل منفصل، ويرجح الكثيرون أن الدولتين القويتين اللتين لديهما مصالح استراتيجية في الشرق الأوسط تحتاجان إلى وسيط مثل الأردن.
ومعلوم أن السياسة التي خطها الملك عبدالله الثاني والتي تتسم بالكثير من المرونة والبراغماتية، فضلا عن موقعها الجغراسياسي، تجعل من المملكة محور اهتمام ودعم الطرفين.
وشدد ملك الأردن في لقاءات مع المسؤولين الأميركيين، وفق وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا ومحاربة الإرهاب، كونه يشكل الحل الأمثل لحماية الأشقاء السوريين وتوفير الأمان لهم في مختلف أنحاء ومناطق سوريا، مؤكدا أهمية وحدة واستقرار سوريا والعراق وضرورة العمل على وضع حلول سياسية تجمع مختلف الأطياف.
ويلتقي هنا الأردن مع الرؤية الروسية للحل في سوريا، وربما تتبنى الإدارة الأميركية الجديدة ذلك، خاصة أنها تعتبر أن محاربة الإرهاب تأتي على رأس أولوياتها.
وفي جانب آخر يتوقع متابعون أن يكون الملك عبدالله قد طرح مع ترامب القضية الفلسطينية، وخاصة النقطة المتعلقة بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وهي تلك التي تعهد بها ترامب في حملته الانتخابية وشدد عليها خلال عملية تنصيبه.
ونقل السفارة الأميركية إلى القدس سيعني اعترافا أميركيا بـ“القدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل”.
العرب