المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 8/4/2015
في السابع من نيسان /ابريل من كل عام يحتفل العالم بيوم الصحة العالمي، في حين تشهد عدة مناطق في سوريا تردي في الاوضاع الصحية, فضلا عن الحصار المفروض على عدة مناطق مما يمنع وصول المساعدات الطبية والاغاثية اليها, الامر الذي ادى الى انتشار اوبئة وامراض مختلفة بين السوريين غالبيتهم من الاطفال.
في عام 1948 دعت جمعية الصحة العالمية لأولى إلى تكريس “يوم عالمي للصحة” لإحياء ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية، ومنذ عام 1950، جرى الاحتفال سنوياً بيوم الصحة العالمي في السابع من أبريل/ نيسان ويتم، كل عام اختيار موضوع ليوم الصحة العالمي، لتركيز على مجال من المجالات التي تثير القلق وتحظى بالأولية في سلّم منظمة الصحة العالمية، وتحتفل منظمة الصحة العالمية بهذا اليوم باعتماد إطلاق شعار يركز على القضايا الصحية العمومية التي تؤثر في المجتمع الدولي وفي هذا العام كان شعار اليوم العالمي للصحة هو “السلامة الغذائية”.
تعانى المناطق المحررة التي تقع تحت سيطرت المعارضة السورية من نقصا حاداً فى المستلزمات الصحية، وتشير الإحصائيات أنه أصبح فى جميع أنحاء سوريا 57 % من المستشفيات إما أنها تعمل جزئيا أو أنها خارج الخدمة بالكامل، وفى حين تم تخفيض الإنتاج المحلى من الأدوية بنسبة تصل إلى حوالى 70 % فإن العديد من العلاجات المنقذة للحياة غير متوفرة، فى ذات الوقت الذى انخفضت أعداد العاملين فى المجال الصحى فى سوريا إلى مايقرب من 45 % منذ عام 2011 .
لقد تمَّ توثيق فاشيات خطيرة من فاشيات الأمراض المنقولة بالأغذية، خلال السنوات الأربع الماضية من الأزمة السورية، كما تشهد عدة مناطق في سوريا ارتفاعاً كبيراً في معدلات الأمراض ذات الصلة بالأغذية، وذلك بسبب مخلفات الحرب وانتشار القمامة والتلوث البيئي الحاصل، بالإضافة إلى عدم استعمال المبيدات الحشرية، الأمر الذي ساعد على إنتشار كائنات صغيرة، مثل البعوض والبق والقراد وقواقع المياه العذبة وغيرها، التي يمكن أن تنقل المرض من شخص إلى آخر ومن مكان إلى مكان، وتعرّض صحتنا للخطر.
وعن هذا الموضوع حدثنا الطبيب “حمزة” أحد الأطباء العاملين في إحدى المراكز الطبية في ريف إدلب الجنوبي بقوله:” إن ما يحصل في سوريا من قتل وقصف ودمار وتشريد وتلوث في المياه العذبة، كل هذا الذي خلفته الحرب المشتعلة في سوريا منذ أكثر من أربعة أعوام، كان له أثراً سلبياً على صحة المواطن السوري بشكل كبير، ولقد انتشرت أمراض وأوبئة لم نكن لنسمع بها قبل سنوات الأزمة، ففي كل يوم يأتي عشرات المرضى إلى النقطة الطبية هذه، ومعظم حالاتهم هي حالات تسمم غذائي، وسط نقص كبير في التجهيزات والمعدات والكوادر الطبية التي سافرت إلى خارج البلد نتيجة للأوضاع السيئة التي تعيشها سوريا، فأين منظمة الصحة العالمية مما يحدث في سورية”.
ويرتبط الغذاء غير المأمون بوفاة نحو مليوني شخص سنوياً، معظمهم من الأطفال، وبظهور نحو 200 مرض من أمراض الإسهال، والأمراض الفيروسية، ومشاكل الصحة الإنجابية، ومرض السرطان وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
السيد “صلاح” أحد سكان ريف إدلب الجنوبي، يقول:” إن الجراثيم تتكاثر بوتيرة عالية في حال تخزين الطعام على درجة حرارة الغرفة، حيث أصبحت الكهرباء معدومة، فلا نستطيع وضع الطعام في الثلاجة وحفظه في درجة حرارة 5 مئوية أو دون،وإذا ترك الطعام المطبوخ في درجة حرارة الغرفة لأكثر من ساعتين يفسد، خصوصاً أننا مقبلون على فصل الصيف والحر الشديد.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من أن انهيار نظام الصحة في سوريا خلال الحرب المستمرة منذ سنوات أدى إلى تفشي المرض، إلى جانب انتشار أمراض التيفوئيد والتهاب الكبد الوبائي وشلل الأطفال.
وقالت “اليزابيث هوف” ممثلة منظمة الصحة فى سوريا فى بيان صادر عن المنظمة إن مشاهدة الأطفال والمدنيين وهم يعانون من جروح بالغة فى سوريا نتيجة للحرب هناك هو تذكير صارخ بالمعاناة الهائلة والمستمرة للشعب السورى، وأضافت أن هناك أكثر من 1.3 مليون شخص فى حاجة إلى المساعدة الصحية فى حلب وحدها.
حيث انتشر العديد من الامراض في سوريا مثل، التيفوئيد والتهاب الكبد الفيروسي الوبائي, حيث تم تسجيل أكثر من 6500 حالة تيفوئيد هذا العام في أنحاء البلاد, فضلا عن 4200 حالة حصبة وهو المرض الأكثر فتكا بالأطفال في سوريا, اضافة الى الانخفاض الشديد في معدلات التطعيم من 90 في المئة قبل الحرب إلى 52 في المئة هذا العام وتلوث المياه, كما سجلت حالة إصابة واحدة بشلل الأطفال في عام 2014 بعد حملة تطعيم, غير أن أمراضا جديدة ظهرت على الساحة مثل داء النغف وهو مرض مداري ينتقل عبر الذباب، وفيروس “H1N1” المسبب لإنفلونزا الخنازير الذي انتشر مؤخراً، حسب ما أوردته الوكالة السورية للأنباء “سانا” أن سوريين توفيا بفيروس اتش1ان1 المسبب لإنفلونزا الخنازير الشهر الماضي، في محاقظة السويداء فيما يشتبه بإصابة 6 آخرين بالمرض ذاته.
ولا شك أن الملايين من السوريين يتحملون التدهور المستمر للأزمة الصحية فى البلاد، دون أن يكترث أحد لهذا الأمر.