لم يرضى مصطفى إلا أن يكون شهيدا يلحق بركب عائلته التي استشهدت من قبل .. بقصف الطيران الروسي ولم يثنيه الحزن عليهم عن مواصلة طريق الكفاح في الثورة السورية وبعد أن انهمرت دموعه على وجنتيه وقرر أن يسير على درب النضال ويقاتل النظام المجرم ثأرا لدماء الأطفال والنساء .
مصطفى صلاح الشحنة أخ لأربعة شهداء وابن لشهيد وشهيدة نالت عائلته شرف الشهادة على يد الروس بطائراتهم الحربية التي قتلت وشردت مئات الآلاف من المدنيين و أجبرتهم على ترك منازلهم التي أصبحت أثرا بعد عين وتحولت الوقائع فيها والأحداث إلى ذكريات دفنت تحت الركام .
قرر مصطفى الذي ينحدر من مدينة خان شيخون جنوب ادلب بعد استشهاد جميع أفراد أسرته مواصلة قتال النظام إلى جانب جيش العزة في ريف حماة الشمالي ليكون شهيدا مع ثلة من الشبان بهجوم للنظام وميليشياته وبتنسيق روسي من الأرض والجو .
لم ينسى مصطفى أخوته الثلاثة محمد و أحمد وعبدو واخته بدرية وأمه هند وأباه صلاح الذين كانت صيحاتهم تملأ بيتهم وهو الأخ الأوسط سنا بينهم لكنه كان آخر واحد منهم يرى شمس الحرية في مناطق الثورة بعيدا عن ظلام الظلم والعبودية الذي ينتهجه النظام في مناطق سيطرته، وكان له شرف أن يقاتل في صفوف أبناء بلده ضد الظلم .
رحل مصطفى وفي قلبه اشتياق لأفراد أسرته التي هاجر إليها بعد شهور من الانتظار دون رجعة فيما ذهب رفاقه مودعين أهلهم في الدنيا لينتظروا من هو أول اللاحقين .
في كل قصف للنظام تقع جريمة وفي كل مجزرة له تحدث مآس عظيمة تخلف العديد من الأرامل والأيتام والدمار في المنازل والحارات، ليثبت للعالم أجمع أن القتل لديه احتراف وأن التدمير لديه وسيلة ليصل إلى العودة في حكم سوريا.
المركز الصحفي السوري _خاطر محمود