المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 24/1/2015
بات وجود إسطوانة الغاز في منازل السوريين من المستحيلات، نتيجة الحصار والحرمان للمناطق الخارجة عن سيطرة النظام، واحتكاره من قبل بعض التجار وغياب الرقابة عنهم، ليرتفع سعر إسطوانة الغاز الواحدة الواحدة إلى 6500 ليرة سورية، ويختلف سعر إسطوانة الغاز الواحدة من منطقة لأخرى، ونتيجة الأزمة الخانقة للغاز المنزلي دفعت عدداً من المواطنين إلى التزاحم أمام ورش ومحال تصليح بوابير الكاز التي هجرها أصحابها منذ سنوات، فيما اضطر آخرون للعودة إلى الماضي لاستخدام وسائل بدائية “كالحطب والصاج”، وبلغ سعر اسطوانة الغاز في بداية فصل الشتاء لنحو 12 ألف ليرة سورية في ريف إدلب الجنوبي.
أما سعر إسطوانة الغاز في مناطق سيطرة النظام 1500 ليرة سورية حيث أصدرت وزارة التجارة الداخلية في حكومة الأسد القرار 75 وحددت بموجبه الحد الأقصى لأسعار مبيع غاز البوتان في جميع أنحاء سورية الإسطوانة الواحدة بـ 1500 ليرة سورية.
” أم محمد” من أهالي ريف إدلب الجنوبي تقول أن الغاز لم يدخل بيتي منذ أكثر من عامين، وأضافت لقد عدنا إلى الطرق البدائية في طهي الطعام على الحطب أو موقد الكاز، كبديل عن الغاز الذي أصبح من الأشياء الثمينة الموجودة في البيت، وذكرت “أم محمد” أنه عندما يكون الجو ماطراً أستعمل موقد الكاز، وعندما يكون الجو صحو أستخدم الحطب في الطهي وتسخين الماء، ويبقى موقد الكاز مقتصراً على تحضير الأشياء السريعة كالقهوة والشاي وما شابه ذلك.
“أم رائد” نازحة من مدينة مورك بريف حماة الشمالي وهي الآن تسكن في قرية معرة حرمة بريف إدلب الجنوبي، تقول: لقد إشتريت إسطوانة غاز منذ شهر بـ 5800 ليرة سورية، ولاكنني لاأستخدمها إلا في الحلات الطارئة عند قدوم الضيف، لتحضير القهوة والشاي والأشياء السريعة التي لاتحتاج إلى وقت لتحضيرها لكي لاتستهلك المزيد من الغاز، بينما أستخدم الحطب وموقد الكاز في طهي الطعام وتسخين الماء والأشياء التي تحتاج إلى وقت لتحضيرها، علماً أن سعر ليتر الكاز قد تجاوز 140 ليرة سورية ومازال في إرتفاع، وسعر طن الحطب أيضا قد تجاوز 22 ألف ليرة سورية ومازال أيضاً في إرتفاع مستمر، وإن بقي الحال عما هو عليه من الإرتفاع الجنوني في هذه الأسعار سيكون وضعنا صعباً جداً على حد تعبيرها، وأضافت “أم رائد” إن أهالي اللاذقية وطرطوس والسويدا والمناطق المؤيدة للأسد يتنعمون، بأسعار الغاز حيث لايتجاوز سعر الإسطوانة لديهم أكثر من 1500 ليرة سورية ونحن نعيش حياة قاسية في ظل هذه الظروف، من دخان الحطب ورائحة الكاز وإرتفاع الأسعار وفوق ذلك نقصف الطائرات والبراميل المتفجرة.
النساء هن الأكثر تأثراً نتيجة لأزمة الغاز حيث بتن مسؤولات بشكل كبير عن إيجاد بديل عنه وإدارته والحفاظ عليه إن وجد وكأنه من المقتنيات الثمينة، ودفع إرتفاع سعر إسطوانة الغاز العديد من أهالي المناطق المحررة للتخلي عن استخدامها والاعتماد على مصادر أخرى كالحطب ومواقد الكاز والكهرباء إن وجدت.
ويذكر أن سورية تنتج بحسب “وزارة النفط” حوالي نصف حاجتها من الغاز المنزلي وتستورد ما تبقى من الخارج، بما يقدر بحوالي 50 ألف طن سنوياً.