يحتفل العالم في 20 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للطفل في حين يتغيب الأطفال السوريون عن هذه المناسبات ليبقى الطفل السوري سجين الحرب يبحث عن مأوى له من القصف فضلاً عن الأمراض النفسية التي يتعرض لها الأطفال نتيجة مشاهد العنف التي يعيشونها بشكل يومي.
بدأت الثورة السورية بكتابات لبعض الأطفال المتأثرين بالثورات العربية على جدران مدارسهم في درعا فقام “عاطف نجيب” رئيس فرع الأمن السياسي في درعا باعتقال الأطفال الذين قاموا بهذه الكتابات ومارس عليهم أفظع أنواع التعذيب من اقتلاع للأظافر وضربهم بالعصي.
“حمزة الخطيب” أحد الأطفال الذين تم اعتقالهم في درعا تداولت صوره صفحات التواصل الاجتماعي حيث قامت عناصر الأمن باعتقاله ليتم تسليمه بعد مدة وجيزة وأثار التعذيب ظاهرة على جسده حيث شوهدت آثار ثلاث رصاصات بالإضافة لقطعهم لعضوه التناسلي.
في حين يعاني الكثير من الأطفال السوريين من عدم القدرة على التعليم لعدة أسباب أولها قيام النظام بقصف المدارس حيث تم توثيق دمار أكثر من ثلاث آلاف مدرسة بالإضافة لانخراط العديد منهم في سوق العمل من أجل مساعدة أهلهم في تحمل نفقات المعيشة الغالية التي تشهدها البلاد منذ بدء الحرب حيث نشرت منظمة أنقذوا الأطفال أن قرابة ثلاثة ملايين طفل سوري منعوا من الحصول على التعليم بسبب الأوضاع في بلادهم.
أحمد طفل يبلغ من العمر 13 عام يقول: “لم يعد والدي قادراً على تحمل نفقات الدراسة لي ولأخوتي مما دعاني لأدخل سوق العمل لمساعدة عائلتي في تامين مستلزمات الحياة وتخفيف العبء قليلاً عن والدي ولأسمح لأخوتي بإكمال دراستهم”.
لم تكن مشكلة تعليم الأطفال السوريين داخل البلاد هي الوحيدة ففي إحصائية لهيومان رايتس ووتش بأن أكثر من 400 ألف طفل سوري في تركيا محرومون من التعليم بالإضافة لحوالي 40% من الأطفال السوريين اللاجئين في دول العالم خارج مقاعد الدراسة حسب ما أفادت منظمة الأمم المتحدة لحقوق الطفل “يونيسيف”.
في حين بلغ عدد قتلى الأطفال حوالي 19 ألف قتيل منذ بداية الأحداث في سورية حسب إحصائية نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان بالإضافة لحوالي 10 آلاف معتقل تحت سن الثامنة عشر في سجون النظام السوري.
رامز طفل من إدلب بالغ من العمر 12 عاماً يقول: “كنا نسير في أحد شوارع المدينة أنا وعدد من أصدقائي لتفاجئنا سيارة مليئة بالعناصر وتوقفنا ليقومون باعتقالنا فترة أسبوع شهدنا خلالها أفظع أنواع التعذيب وقلة الطعام المقدم للمعتقلين بالإضافة لموت العديد منهم كل يوم بسبب التعذيب الذي يمارسه عناصر النظام عليهم”.
بالإضافة لتعرض الأطفال السوريين للتجنيد من أجل حمل السلاح من قبل كافة الأطرف المتنازعة سواء النظام أم كتائب المعارضة حيث سجلت منظمة الأمم المتحدة 278 حالة تجنيد لأطفال في عمر الثامنة عام 2014.
مصطفى شاب من إدلب يقول: “كنت في شعبة التجنيد لعمل تأجيلة دراسية حيث أتى طفل يريد أخذ وثيقة تسمى “لا مانع من التطوع” من أجل الالتحاق بكتائب البعث وعندما نظرت إلى تاريخ ميلاده تفاجأت بأنه من مواليد 1999″.
مشكلات كثيرة يتعرض لها الأطفال السوريون بالإضافة لحرمانهم من أبسط الحقوق السبب الرئيسي لهذا هو التخاذل العالمي عن دعم الشعب السوري لإخراجه من حالة الحرب التي تعيشها البلاد منذ أكثر من أربعة أعوام ونصف ليبقى السؤال هل سيتحسن حال الأطفال السوريين بعد انتهاء حالة الحرب أم سيبقى الوضع على ما هو عليه؟!.
مصطفى العباس
المركز الصحفي السوري