درعا:
تستعر الحرب وتتفاقم نتائجها في ظل استمرار آلة القتل الهمجية التي يمارسها النظام السوري ومن خلفه إيران وروسيا ضد الشعب السوري، إلا إن إرادة الثورة تتقد برجالات كانوا بالأمس أطفالاً على مقاعد الدراسة ليصبحوا اليوم أبطالاً في معارك تعجز جيوش دول عن الصمود أمامها.
أسامة، ابن مدينة الحراك في ريف درعا جنوب البلاد كان في الثامنة من العمر حينما بدأت الحرب في بلاده لتحصد أرواحا لا ذنب لها سوى أنها طالبت بحريتها، ليكون شاهداً على جرائم النظام السورية التي طالت أبناء مدينته ورفاقه في المدرسة، وصولاً إلى تدمير قوات النظام لمدرسته التي تحطم معه المستقبل.
أسامة الزعيم أو كما يحب أن يكنى بـ “أبا زيد” بات اليوم في الثالثة عشر من عمره ترك أسامة مدرسته ليلتحق بصفوف حركة أحرار الشام الإسلامية ويخضع لدورة تدريبة لمدة شهر وخرج منها حاصلا على المرتبة الأولى بين رفاقه.
وبهذه الخطوات يصبح “أسامة” مقاتلاً يرابط على الثغور المشتعلة بعد أن تحطمت أحلامه على ذلك المقعد الذي بات قطعا صغيرة ليشهد هذا الطفل على الرغم من صغر سنه آلاما وأوجاعا تفوق قمم الجبال وينادي بعدها بأعلى صوته لا دراسة بعد اليوم في بلد تقصف فيه المدارس ويقتل فيه الأطفال.
استطاع أسامة رغم صغر سنه أن يتعلم المبادئ الأساسية في طرق فكك وتركيب الأسلحة بأنواعها خلال شهر واحد ليحمل بعدها سلاحه ويتجه إلى جبهات القتال مع رفاقه في مدينة الشيخ مسكين.
أحد مقاتلي كتائب الثوار في حوران “أبو دجانه” حدثنا عن الطفل أسامة بالقول:” والله ما ذهبت مرة إلى الشيخ مسكين إلا ووجدته في الصفوف الأمامية للمجاهدين وكنا نطلب منه أن يتراجع خوفا عليه فيرفض ويقول دمي ليس أغلى من دمائكم”.
لا يعد الطفل أسامة الوحيد من أبناء جيله ممن أرغمتهم الحرب على ترك المقاعد الدراسية والالتزام بجبهات القتال ضد جيشي الأسد وبوتين، فهنالك الآلاف مثل أسامة فقدوا الدراسة بل فقدوا ذويهم وأصبحوا أيتاما مشردين لا مستقبل لهم ولا وطن.
غلا الحوراني (ندى الزعبي)- المركز الصحفي السوري
فيديو للطفل “أسامة” أثناء المعارك في حوران
https://youtu.be/Y7h27n5ZKbE