هذه الفتاة حازت على انتباه العالم بأكمله بينما غردت والدتها، فاطمة، يومياً تقريباً، عن حياة بانا تحت الحصار في شرق حلب.
ثم غردت بهذا في الشهر الماضي.. “الليلة، ليس لدينا منزل، فقد قُصف وكنت تحت الأنقاض. رأيت الموت وكنت سأموت.” مع صورة لبانا يغطيها الغبار.
عندما تقدمت قوات النظام واستحوذت على حيّهم، اختفت العائلة لفترة وقللت التغريدات.
يوم الأحد، تحدثت بانا ووالدتها حصرياً مع CNN من مكان لم يُكشف عنه في مناطق المعارضة بشرق حلب.
فاطمة، والدة الطفلة بانا:
“أشعر بأننا مستهدفون من قبل النظام، لذلك لا أستطيع أن أخبر أي أحد بمكاني، ولا حتى والداي.”
– عشرات الآلاف من الأشخاص غادروا شرق حلب، لماذا لم تفعلي ذات الشيء؟
“أخاف فقدان أحد أطفالي إذا هربت مع الناس، لأنهم يعتقدون أنني أعمل ضد النظام. لكنني لست مع أي من الطرفين. أنا أتحدث بالنيابة عن المدنيين، أو عن الأطفال.”
قررت فاطمة التحدث معنا لأنها تقول إن الكثيرين يتهموها بأنها تشن حملة دعائية ضد النظام، وقد نفت هذه المزاعم قائلة إنها تساعد ابنتها على التعبير عن رسائلها للعالم. تقول فاطمة إنها تشعر أن اللغة الانجليزية قد تكون مؤثرة أكثر.
“تستطيع بانا التحدث قليلا باللغة الإنجليزية. أنا أساعدها لأتأكد من أن صوتها يصل لعدد أكثر من الناس باللغة الإنجليزية.”
الجمل التي تقولها بانا بالإنجليزي قصيرة، وكانت والدتها تساعدها من وراء الكاميرا، لكن عندما قررنا التكلم بالعربية، بدت أكثر ارتياحاً بالتعبير.
“شقيقي نور لا يتكلم بسبب القصف. لا نفهم ما يقوله.. ونحن نخاف القصف كثيراً. عندما قُصف منزلنا خفنا كثيراً وكنا نختنق من الغبار، وكدنا أن نموت.”
تقول بانا إنها تشتاق للمدرسة، وتشتاق لمنزلها، وتشتاق للفاكهة بما أن الطعام ليس متوفرا لديهم.
قبل شهرين، قالت فاطمة إنها لن تغادر حلب أبداً، لكن الآن، كل ما تريده هو أن يجليهم أحد ما إلى الأمان. وغنت بانا أغنيتها المفضلة.. أغنية من 1980 عن أطفال الحرب.
“أنا طفلة تحمل رسالة، أرجوكم اسمعوني.
أنا طفلة تريد اللعب، لماذا لا تسمحوا لي.
ألعابي تنتظرني، أصدائي يصللون، والقلوب الصغيرة تترجى.
أعطونا فرصة. أعطونا فرصة.”
CNN