انتقد الكاتب تشارلز كروثامر التعامل مع مسألة اللاجئين السوريين في الولايات المتحدة الأميركية، قائلا: إن كلاً من الرئيس باراك أوباما والمرشحين المحتملين من الحزب الجمهوري يتعاملون مع الأزمة من أجل تحقيق مكاسب سياسية ضيقة الأمر الذي لا يساعد على تخفيف معاناة اللاجئين.
وقال كروثامر في مقال بصحيفة واشنطن بوست الأميركية: إن النقاش داخل الولايات المتحدة بشأن اللاجئين السوريين أصبح مصدر إحراج كبير، فالرئيس أوباما يحاول تشتيت الانتباه عن انهيار سياسته الخارجية، ويستخدم القضية لشن هجوم على المنتقدين، ويتهمهم بعدم التعاطف مع الأرامل والأيتام السوريين.
وأضاف كروثامر أن أوباما يقوم بهذا دون أي اعتراف بمسؤوليته عن أولئك الضحايا والأرامل والأيتام والمشردين بلا مأوى، فعندما بدأ بشار الأسد الحرب على شعبه، مستخدما قواته الجوية وطائرات الهليكوبتر والمواد شديدة الانفجار والقنابل البرميلية والأسلحة الكيميائية حتى على المدنيين العزل لم يحرك أوباما ساكنا.
وأكد الكاتب أنه كان في استطاعة أوباما وقف المذابح في الأيام الأولى باستهداف مطارات الأسد وفرض منطقة حظر الطيران مثل تلك التي فرضتها الولايات المتحدة بنجاح على كردستان لمدة 12 عاما بين 1991 و 200، ففي ذلك الوقت كان الأسد يترنح ويهرب المساعدون الكبار ويتم تشكيل الجيش السوري الحر، لكن أوباما رفض الاستماع لنصيحة كبار مساعديه المدنيين والعسكريين، ورفض التدخل، فالأرامل واليتامى الذين يتحدث عنهم هم نتاج عمله ورفضه القيام بأي شيء يلطخ صورته كصانع السلام.
ولفت الكاتب إلى أن أوباما اتهم الجمهوريين بالجبن، والذين يخشون قبول «أيتام في الثالثة من العمر» متجاهلا القلق الحقيقي من وصول الإرهابيين وسط اللاجئين.
ويشير إلى أن المسؤولين في إدارة أوباما أنفسهم اعترفوا أن عدم وجود بيانات وافية يجعل من المستحيل تقريبا فحص اللاجئين بشكل صحيح. وقال: إنه كان من الأفضل أن تفرق الولايات المتحدة بين اللاجئين بمنح اللاجئين من النساء والأطفال وكبار السن اللجوء وفقا للإجراءات الحالية، في حين يتم إخضاع الشبان في سن القتال إلى النظام الجديد الأكثر صرامة في التدقيق.
وقال: إن الإرهاب آخذ في الانتشار في جميع أنحاء العالم من سيناء، بيروت، مالي، حتى باريس، لكن الرئيس أوباما لا يزال في حالة إنكار حول انهيار سياسته في سوريا، وفي المقابل يندد وينتقد المطالبين بتغيير المسار ليس هذا فحسب، الأسوأ من هذا هو الاستسلام الاستراتيجي في الشرق الأوسط، بعد 40 عاما من هيمنة الولايات المتحدة، تخلى عن هذا الدور لصالح روسيا وإيران، التي تملي الشروط الآن، وهذا هو السبب، على سبيل المثال، الذي يجعل الولايات المتحدة غير قادرة على فرض الحماية على منطقة حظر الطيران، والوضع خطير للغاية حيث ملأت روسيا الفراغ الذي تركه أوباما.
وأضاف الكاتب أنه في مواجهة الفشل الذريع للإدارة الديمقراطية عبر سبع سنوات في السياسة الخارجية، يحاول المرشحون من الحزب الجمهوري التنافس مع بعضهم البعض في التشدد مع اللاجئين السوريين، وكان على رأس الأكثر كراهية للأجانب كالعادة المرشح دونالد ترامب، الذي أطلق تحذيرات من خيانة العرب الأميركيين ووعد ليس فقط بمنع دخول اللاجئين السوريين، ولكن تعهد بإرسال أولئك الموجودين بالفعل مجددا إلى سوريا.
وتهكم الكاتب على ترامب قائلا: إنه ينوي استخدام طائرته البوينغ 757 التي تضم مقاعد بأحزمة مطلية بالذهب لإرسال الأرامل واليتامى السوريين إلى منطقة الحرب؛ لينتظروا البراميل المتفجرة مرة أخرى، ولم يكن ترامب وحده ولكن هناك من المرشحين الجمهوريين من ردد الخطابات المعادية للمسلمين وطالب بعضهم بعدم قبول لاجئين أو قبول المسيحيين فقط.
وختم الكاتب بالقول: إن كل هذه الأحاديث تكشف عن مدى قصر النظر، فهذا النوع من التصريحات قد تنفع المرشحين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، ولكن المشاعر المعادية للمهاجرين والصادرة ضد الأجانب والمسلمين والمعادية للعرب، ولا ننسى تلك التي تقول: إن الصينيين يسرقون الوظائف من الأميركيين وكلها لن تفيد المرشحين في الانتخابات العامة.
المصدر: العربالقطرية – صحف عالمية