أعلم، لا بد أن عقولكم مشغولة بما قاله ستيف بانون…
قبل أيام قال بانون “تركيا أخطر بالنسبة لنا من إيران”…
أنتم على حق.
هناك أمر يتوجب التأكيد عليه أولًا.. خطأ كبير أن نعتبر كلام بانون عن فراغ، لأنه استقال من منصبه في البيت الأبيض.
الإعلام الأمريكي على ثقة من أنه على رأس عمله. ويجب التعامل بدقة مع ما يقوله بانون ومتى ولماذا في هذا الوقت، وهو رجل عسكري وقانوني واقتصادي، ويمتلك علاقات قوية مع الدولة العميقة.
لكن بصراحة، ما يشغل بالي تصريح آخر.
قبل أيام قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون “لا نريد الأسد في مستقبل سوريا”.
صدرو تصريح عن الولايات المتحدة بخصوص مستقبل سوريا أمر مهم، بعد تركيزها مدة طويلة على العراق وشمال سوريا.
التأكيد بهذا القدر على أنها لا تريد الأسد يؤدي بنا إلى رسالة مفادها “سنحارب في سوريا عندما يحين الوقت”.
في مقالتي السابقة تساءلت “هل توجه أمريكا أسلحتها باتجاه إيران لتضرب مكانًا آخر؟”.
فأين هو هذا المكان؟
لنتقدم خطوة خطوة…
كشفت البنتاغون على نحو سريع عن رغبتها بعدم معاداة قطر وفقدانها. والشرطي السيئ بالنسبة لبلدان الخليج يلعب اليوم دور الشرطي الطيب تجاه قطر.
بالعودة إلى التجاذبات الأمريكية التركية، إذا تركنا عبارات بانون التي تصدرت مانشيتات الصحف جانبًا، ونظرنا إلى التصريحات بأكملها سنجد مشهدًا غريبًا.. يقول بانون “لا يمكننا قراءة ما يحدث تمامًا في تركيا. سوف أتابع الأمر من الآن فصاعدًا عن كثب”.
والخلاصة هي التالية: تدرك الولايات المتحدة الجديدة أنها لم تدرس تركيا بما فيه الكفاية.
بمعنى أنها تختبر وتقيس وتضع الخطط وتغيرها.
أعتقد أن العقدة الأساسية سوف تكون في سوريا مجددًا.
نتحدث باستمرار عن وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي، لكن أصبح هناك الآن جيش كبير للولايات المتحدة يمتلك عشر قواعد ومطارين عسكريين. علينا أن ننظر للأمر من هذه الزاوية.
ومهما قال القائلون، فإن هذا الجيش على طول الحدود يشكل تهديدًا لتركيا، وهذا أمر مفروغ منه.
كما أنه يضع من الشمال تحت مراقبته نظام دمشق والمصالح الروسية في سوريا.
تدرك البنتاغون أن بدءها القتال في سوريا سيُعتبر أمرًا مشروعًا من جانب المجتمع الدولي، وإن جاء ذلك على مضض.
النقطة المهمة بالنسبة لنا هي إدلب
فنحن هناك الآن.
علينا أن لا نتراخى لأن داعش انتهى، وأن نكون على حذر شديد في هذه الأوقات.
ترك برس