صحيفة الحياة
شنّت مقاتلات إسرائيلية مساء أمس الأحد، غارات على مواقع قرب دمشق كانت استهدفتها قبل نحو سنة ونصف السنة وهي المرّة الرابعة التي تقصف فيها إسرائيل مواقع سورية منذ بداية الأزمة.
واستهدف الطيران الإسرائيلي منطقتين في كل من الديماس شمال غربي دمشق وقرب حدود لبنان وعلى تخوم مطار دمشق في جنوب شرقي العاصمة من دون إلحاق خسائر بشرية وفق المصادر الرسمية السورية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشنّ فيها إسرائيل غارات على مواقع سورية أو حدودية مشتركة مع لبنان، فسبق أن شنّت ضربات أخرى، كان آخرها في حزيران (يونيو) الماضي على مواقع لقوات النظام السوري في الجولان حيث قُتل في تلك الغارات، عشرة جنود.
كما شنّت مقاتلات إسرائيلية غارة على الحدود السورية – اللبنانية في شباط (فبراير) الماضي، وتناقلت الصحف الإسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي قصف أهدافاً قريبة من الحدود السورية داخل لبنان في جرود النبي شيت في البقاع اللبناني. ولكن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو رفض تأكيد أو نفي حصول غارة إسرائيلية على لبنان حينها، قائلاً إن السياسة التي تنتهجها إسرائيل لضمان أمنها وأمن سكانها لن تتغير.
وقال نتانياهو: “سياستنا واضحة لدى الرد على أي قضية أو حدث يدّعون فيه أننا نفذناه أو لم ننفذه، بأننا لا نرد، لكن ما نؤكّده أننا نعمل كل ما باستطاعتنا وكل ما يتوجب من أجل الدفاع عن أمن إسرائيل وسكانها”.
ولكن مسؤولاً أمنياً إسرائيلياً أكّد أنّ الغارة التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي على منطقة الحدود اللبنانية – السورية “استهدفت قافلة تحمل صواريخ أرض – أرض في طريقها إلى لبنان”.
وكان هذا الهجوم الأول الذي ينسب إلى إسرائيل في العام 2014، علماً أن وسائل إعلام غربية ذكرت أن إسرائيل قصفت ست مرات على الأقل، في 2013، قوافل محمّلة بالأسلحة كانت في طريقها من سورية إلى “حزب الله”.
أما في العام الماضي، وتحديداً في أيار (مايو)، فقد شنّت إسرائيل غارات على مواقع قرب “مركز البحوث العلمية” في الديماس، وقال مسؤولون غربيون وإسرائيليون آنذاك إن القصف استهدف صواريخ إيرانية كانت في طريقها إلى “حزب الله” في لبنان.
الضربات على الجولان
شهدت مرتفعات الجولان توتراً منذ بدء النزاع في سورية في 2011، وكانت الحوادث فيها طفيفة في البداية واقتصرت على إطلاق نار بالأسلحة الخفيفة أو الهاون، إلاّ أنّ إسرائيل وجّهت بعدها ضربات عدة إلى مواقع للجيش السوري في الهضبة بعد حوادث إطلاق نار عبر الحدود قتل في إحداها فتى إسرائيلي.
وفي أيار الماضي، قتل عشرة جنود سوريين على الأقل في غارات جوية نفذتها مقاتلات إسرائيلية على مواقع عسكرية في الجزء السوري من هضبة الجولان، رداً على مقتل فتى إسرائيلي بنيران مصدرها الأراضي السورية، واستهدف القصف مبنى “مقر قيادة اللواء 90، وهو أحد أهم الألوية العسكرية المنتشرة في محافظة القنيطرة” في جنوب سورية، إضافة إلى مواقع سرايا تابعة للجيش النظامي.
وفي تموز الماضي، قتل أربعة أشخاص وأصيب عشرة آخرون بجروح في قصف نفذته طائرات حربية إسرائيلية على أهداف عسكرية وإدارية سورية في هضبة الجولان.
وقصف الجيش الإسرائيلي في أيلول (سبتمبر) الماضي، موقعاً عسكرياً سورياً رداً على إطلاق قذائف سقطت في الجزء الذي تحتله الدولة العبرية من الهضبة. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن “قذيفة واحدة على الأقل سقطت في الجزء الشمالي من مرتفعات الجولان”.
وأسقطت الدفاعات الجوية الإسرائيلية في نهاية الشهر نفسه،طائرة حربية سورية كانت تحلّق فوق مواقع المعارضة في الجولان، في أول حادث من نوعه في نحو ثلاثين عاماً.
غياب الرّد السوري
وحذّرت سورية في آذار (مارس) الماضي، من أن الغارات التي شنتها إسرائيل على قواعد للجيش السوري في الجولان“تعرّض أمن المنطقة واستقرارها للخطر وتجعلها مفتوحة على كل الاحتمالات”.
وهدد الرئيس السوري بشار الأسد بأن يكون الرّد على الغارات الإسرائيلية “إستراتيجياً”، في حين أكد وزير الخارجية وليد المعلّم، أنّ “سورية ستردّ على العدوان الإسرائيلي لكنها ستختار التوقيت للقيام بذلك”.
لكنّ دمشق لم تكرّر تهديدها الذي دأبت على تكراره بأن ترد على ضربات إسرائيل في الزمان والمكان المناسبين، ما يمكن فهمه بأن دمشق ليست راغبة في التصعيد أكثر مع الدولة العبرية.
وتعدّ إسرائيل وسورية في حالة حرب رسمياً. وتحتل إسرائيل منذ 1967 حوالى 1200 كلم مربع من هضبة الجولان التي ضمتها في قرار لم تعترف به الأسرة الدولية.