حثت منظمة الصحة العالمية (WHO) دول العالم على الشفافية وعدم إخفاء أعداد المصابين بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19) عمدًا.
كما طالبت بجعل محاربة الفيروس أولوية سياسية تشترك فيها الحكومات والمجتمعات، مشيرة إلى أن الصين منشأ الفيروس باتت مثالًا يحتذى به، إذ إن أكثر من 70% ممن أصيبوا بالفيروس فيها تعافوا من المرض.
وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبريسوس، في مؤتمر صحفي أمس، الاثنين 9 من آذار، حول تفشي الفيروس، أن 93% من إجمالي الحالات المؤكد إصابتها بالمرض، والبالغ عددها نحو 114 ألف شخص، هم من أربع دول فقط (الصين وإيطاليا وكوريا الجنوبية وإيران).
واعتبر غبريسوس، أنه لا يزال بالإمكان السيطرة على الوضع، مضيفًا أن “خلاصة القول هي أننا لسنا تحت رحمة هذا الفيروس”.
وقد يستغرق الأمر ستة أسابيع للتعافي الكامل من المرض، أما الأشخاص الذين يعانون من إصابة شديدة للغاية فقد تستغرق شهورًا للتعافي منها، حسبما أوضح المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، مايك ريان.
ويقاس الشفاء غالبًا بعدم ظهور الأعراض على الشخص، بالإضافة إلى اختبارين سلبيين متتاليين للكشف عن الفيروس قبل يوم واحد على الأقل، “لكن بعض الدول قد تقيس الشفاء بشكل مختلف”، على حد وصف ريان.
اقرأ المزيد : “كورونا” في الأجواء.. هل يُضاف إلى أزمات السوريين؟
الصين تتصدى لـ”كورونا”
وصل الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى مدينة ووهان، بؤرة تفشي الفيروس اليوم، الثلاثاء 10 من آذار، وذلك لتفقد جهود السلطات لمحاربة الفيروس والسيطرة عليه، وزيارة العاملين بالخطوط الأمامية مثل العاملين في المجال الطبي.
وعقب الزيارة أعلن بينغ، أن سلطات بلاده نجحت في السيطرة عمليًا على فيروس “كورونا” في بؤرة تفشيه بمقاطعة هوبي.
وتعتبر هذه الزيارة الأولى للرئيس الصيني إلى ووهان منذ بدء ظهور المرض فيها أواخر العام الماضي.
وتأتي زيارة بينغ في وقت سجلت فيه الصين أدنى عدد من حالات الإصابة الجديدة اليوم، منذ بدء الإبلاغ اليومي عن الإصابات قبل سبعة أسابيع، بـ17 وفاة و19 إصابة جديدة بفيروس “كورونا المستجد” خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأغلقت السلطات الصينية اليوم كل المستشفيات التي تم استحداثها في ووهان ضمن إطار مواجهة انتشار فيروس “كورونا”.
ووفقًا للتلفزيون الصيني الرسمي “CCTV“، كان 11 من بين 14 مستشفى مؤقتًا مخصصًا لفيروس “كورونا” في ووهان قد أوقفت عملياتها اعتبارًا من الأحد الماضي، بسبب انخفاض عدد المرضى.
ومن بين الإصابات الإجمالية التي يبلغ عددها ثمانين ألفًا و754 حالة، تماثلت 59 ألفًا و897 حالة للشفاء حتى الآن.
أكثر نسب إصابة بـ”كورونا” عالميًا
وصلت أعداد الإصابات بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19) في جميع أنحاء العالم حتى إعداد هذا التقرير، حسب آخر التحديثات التي تنشرها وكالة “بلومبيرغ” العالمية يوميًا، إلى 114 ألفًا و135 مصابًا، وعدد الوفيات إلى ثلاثة آلاف و984 شخصًا.
وتأتي الصين، التي نشأ منها الفيروس، في المرتبة الأولى من حيث انتشاره عالميًا بتسجيل السلطات فيها 80 ألفًا و754 إصابة وثلاثة آلاف و136 حالة وفاة.
عقوبات على المتكتمين
طُلب من حوالي 60 مليونًا في إيطاليا البقاء بمنازلهم، مع بدء تطبيق إجراءات غير مسبوقة في العالم لوقف انتشار “كورونا المستجد” في البلاد.
وعنونت الصحافة المحلية اليوم “الجميع في المنزل، كل شيء مغلق”، بعد صدور مرسوم وقعه رئيس الحكومة، جوزيبي كونتي، يوسع إلى كل أنحاء البلاد إجراءات الإغلاق الكبرى التي طالت الأحد الماضي ربع سكان شمال البلاد.
كما أوقفت إيطاليا جميع الأنشطة الرياضية في الدولة، وأغلقت عددًا من المدن فيها.
وفي إيران، هدد مسؤول محلي بأن العقوبة تنتظر من يتكتم على إصابته بفيروس “كورونا”.
ونقلت وكالة “فارس” الإيرانية اليوم، عن محافظ أذربيجان الغربية شمال غربي البلاد، محمد مهدي شهرياري، القول إن “مختلف الدول التي تعاني من فيروس كورونا تواجه مشاكل مماثلة لإيران”.
وستُفرض عقوبات على كل من يتكتم على إصابته المؤكدة بفيروس “كورونا”، وفقًا لقرار اللجنة الوطنية لمكافحة الفيروس.
كذلك اتخذت عدد من الدول منها دول عربية، إجراءات عدة منها منع السفر إلى الدول المصابة بالفيروس، وإغلاق الحدود والمعابر البرية والبحرية والجوية معها.
نقلا عن عنب بلدي