بعد مرور أسبوع على الذكرى العاشرة للثورة السورية وما سببته من مآس على السوريين سلّطت صحيفة “الغارديان” البريطانية منذ يومين وفق ما ترجم المركز الصحفي السوري على صور التقطها مصور دنماركي في محاولة منه لإظهار معاناة السوريين في طريقهم إلى أوروبا.
تعرف… واحدة من ألاف القصص التي تشرح مأساة غالبية السوريين في الجزيرة بعد أن حرموا من أبسط حقوقهم.
أوجد الصراع بحسب الصحيفة أكثر من 5 ملايين لاجئ، نصفهم تقريباً من الأطفال، ومنذ بداية ازدياد أعداد اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عام 2015 جعل المصور الدنماركي “جاكوب إيربان” هذه الهجرة القسرية للسوريين هوسه ودراسته.
لقد شاهد إيربان بحسب قوله أشخاصاً يغرقون في البحر وشاهد فتياناً وشباناً يختبئون في الشاحنات أو تحت المقاعد في القطارات وشاهد العائلات وهي تزحف تحت الأسلاك الشائكة أثناء محاولاتهم الوصول إلى أوروبا التي يعتبرونها “برّ الأمان”.
يشهد كتابه الذي ألّفه وحمل عنوان “حلم أوروبا” على حجم المأساة واليأس الذي يعيشه اللاجئون السوريون في مراحل رحلاتهم إلى أوروبا، فكيف بأولئك الذين لا يزالون تحت رحى الحرب السورية وآلة القتل التي ينتهجها النظام وحلفاؤه بحق المدنيين.
التقط إيربان الصورة التي سلّطت الصحيفة عليها الضوء في بلدة أدرنة التركية القريبة من الحدود اليونانية منذ عام تقريباً عندما انطلق عشرات الآلاف من السوريين إلى المدن الحدودية في محاولة منهم للوصول إلى أوروبا إلاّ أنّهم وجدوا اليونان وقد أغلقت الحدود.
تجسد الصورة طفلين يلعبان لعبة القتال في خيمتهم المؤقتة، كغيرهم من العائلات التي ألقيت مرة أخرى في النسيان الرهيب لانعدام الجنسية.
كان والد الأطفال مشوشاً لدرجة أنّه لم يتمكن وقتها من إخبار إيربان إلى أين قد يذهبون بعد ذلك ولم يخبره أيضاً بأسماء أولاده حتى.
شعر إيربان بالذهول من رغبة السوريين التي لا تعرف الكلل لتوفير بعض مظاهر المنزل في الخيمة بالرغم من أنّها كانت شفافة بحيث لا تكاد تكون خيمة بالأصل، ووصفهم بأنّهم يعيشون في “عالم موازي” للإشارة إلى عزيمتهم الصلبة وقدرتهم على التعايش والتكيف.
يضيف إيربان أنّه في كلّ مرة يعود فيها من مهمة تصوير أو غيرها، يضطر لقضاء بعض الأيام في إعادة التكيف مع أفكار المنزل والأمان وكلّ شيء آخر يتعلق بهما.
يأمل إيربان أن تكون أعماله وثائق يؤرخها التاريخ كشواهد عمّا عاناه السوريون بحيث لا يمكن لأحد أن ينظر خلفه في غضون 50 عاماً ويقول “هذا لم يحدث”.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
رابط المقال الأصلي