قـــــــراءة فــــي الصحـــــف
تناولت صحف غربية قضية اللاجئين وأعدادهم المتزايدة، نتيجة الحرب والصراعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
نبدأ قراءتنا من صحيفة الـ “فايننشال تايمز” البريطانية
قالت الصحيفة، إن الصراعات بالشرق الأوسط زادت عدد اللاجئين والنازحين داخله أربع مرات منذ 2005 من خمسة ملايين إلى 23 مليونا، وأغلب الزيادة من سوريا والعراق واليمن.
وأضافت الصحيفة أنه قبل عام 2011 كان النازحون في سوريا أجمعهم من العراق، لكن بعد احتجاجات الربيع العربي أصبح حوالي مليوني سوري نازحين داخل بلادهم قبل نهاية 2012.
يُذكر أن تقريرا صادرا عن مركز رصد للنازحين -التابع للمجلس النرويجي للاجئين- سبق أن كشف أن نصف عدد النازحين في العالم من منطقة الشرق الأوسط.
وأظهر التقرير -الذي اعتمد على إحصاءات جمعها العام الماضي- أن عدد النازحين بسبب النزاعات والكوارث الطبيعية بلغ ثمانيةَ ملايين، وأن أكثر من نصف هؤلاء من سوريا والعراق واليمن.
كما أشار إلى أن اليمن شهد خلال العام الماضي أسوأ عملية نزوح، إذ شكلت وحدها ربع النسبة العالمية للنزوح.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعلنت في فبراير/شباط الماضي وصول عدد النازحين بالعراق إلى 3.2 ملايين نازح.
وقالت المفوضية إن عدد اللاجئين والنازحين بسبب النزاعات بالعالم بلغ عام 2014 نحو ستين مليونا، وهو رقم قياسي منذ بدأت الأمم المتحدة تسجل اللاجئين بداية خمسينيات القرن الماضي.
ونطالع في صحيفة “داغنز نيهيت” السويدية، “أوروبا مقبلة على أزمة لاجئين
تساءلت الصحيفة، ما هو مستقبل العراق بعد معركة الموصل؟ وكتبت أن الجيش العراقي وحلفاءه يقومون بمعركة الموصل لأجل تحرير أكبر مدينة عراقية خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة. كانت العملية منتظرة منذ أشهر.
وكما دوما يبقى السؤال وماذا بعد؟ تجيب الصحيفة السويدية أنَّ الاتحاد الأوروبي ملزَمٌ الآن بالتحضُّر والاستعداد لموجة لجوء جديدة ستتسبب بها حرب الموصل، فنحن لا ندري ما هي العِبَر والدروس التي حفظها الغرب بعد أزمة اللجوء التي حلَّت عليه خلال العام الماضي. ففي صيف عام 2015 استُنزفَت المساعدات الإنسانية وساءت الأحوال في مخيمات اللاجئين.
البؤس دفع العديدين نحو الهلاك في البحر الأبيض المتوسط. وعَبَرَ بحرَ إيجه الآلافُ من اللاجئين وتوجهوا إلى الجزر اليونانية. إنَّ الاتحاد الأوروبي يبدو اليوم مقتنعاً أن الاتفاق المبرم مع تركيا يكفي لحل مشاكله الداخلية الخاصة باللجوء.
تنهي الصحيفة تحليلها بِحَثِّ الاتحاد الأوروبي على الإسراع في تحضير كل ما يلزم من مساعدات إنسانية لشعب الموصل قبل أن تقع أوروبا في أزمة لجوء جديدة من العراق وهي ما تزال تتخبَّط في أزمة لجوء من سوريا.
بدورها عنونت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية، “صفقة اللاجئين التركية-الأوروبية تحتضر في الجزر اليونانية”
تقول الصحيفة، أصبحت أعداد اللاجئين الذين يتجهون بحراً إلى اليونان عبر بحر إيجة في ازدياد مرة أخرى منذ محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا. وتعج المخيمات في الجزر اليونانية باللاجئين، بينما تواجه الصفقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا خطر الانهيار.
ونتيجة لتدفق اللاجئين، أصبحت البنية التحتية لـ”ليسبوس” وغيرها من الجزر اليونانية تواجه خطر الانهيار. ولم يعد النموذج الأوروبي هو الذي يظهر هنا. وعلى الرغم من أن عدد المهاجرين المتجهين إلى اليونان قد تراجع بعد دخول الصفقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حيز التنفيذ في آذار (مارس) الماضي، فقد عاد عدد هؤلاء اللاجئين ليرتفع مرة أخرى، فيما يعود في جزء منه إلى محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا يوم 15 حزيران (يونيو) الماضي.
وأضافت الصحيفة، أنه في آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) الماضيين، عبر بحر إيجة نحو 6.527 لاجئاً -أي ضعف عدد الذين كانوا قد عبروه في شهري أيار (مايو) وحزيران (يونيو). ويبدو أن الأزمة في تركيا لا تخيف العديد من الأتراك وحسب، وإنما تدفع اللاجئين إلى الخروج من البلد أيضاً.
أصبحت الحكومة اليونانية تواجه مأزقاً، كما يقول المستشار السياسي جيرالد كناوس الذي ساعدت مؤسسته الفكرية، مبادرة الاستقرار الأوروبي، في إخفاء الصفقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. ويقول إنه لم يعد بمقدور اليونانيين تجاهل الفوضى العارمة في الجزر.
وتابعت الصحيفة، أصابت مطاردة داعمي الانقلاب في تركيا جهاز الدولة التركية جزئياً بالشلل. وكان أردوغان قد علق عمل عدة آلاف من مسؤولي الشرطة والجيش. وفي الأثناء، تعمل الحرب ضد حزب العمال الكردستاني، المجموعة الإرهابية الكردية، والعملية العسكرية في سورية على تقييد القوات التركية. ويقول مسؤول تركي: “لدينا حالياً أمور ضاغطة أكثر من ضبط حدودنا”.
وهكذا، يبدو أن هناك عاصفة قيد التخمُّر. فإهمال عمليات التفتيش، والضغط الاقتصادي على اللاجئين في تركيا، وقلة حيلة السلطات اليونانية، ومخيمات اللجوء المليئة فوق طاقتها -كل هذه عوامل تزيد مجتمعة من الضغط على صفقة اللاجئين. كما أن الرئيس أردوغان يهدد بإلغاء الصفقة بسبب موضوع متطلبات التأشيرة للأتراك.
وفي النهاية، يحذر المستشار السياسي “كناوس”، الذي يصفه كثير من الناس بأنه مهندس صفقة اللاجئين، من أنه في حال فشلت الصفقة، فإن النتيجة ستكون سيادة الفوضى العارمة. ويقول إن آلاف اللاجئين سيصلون إلى اليونان ويحاولون التسلل عبر الأسيجة إلى الشمال. وستتحول منطقة البلقان إلى ميدان معركة بين المهاجرين والمهربين وحرس الحدود والجنود. ويشدد في الختام على القول: “ستكون هذه نهاية سياسة اللجوء السياسي إلى أوروبا”.
المركز الصحفي السوري _ صحف