وكالة أنباء “الأسوشيتدبرس” الأمريكية
قالت وكالة الأسوشيتدبرس إن الحرب الأهلية وسفك الدماء الطائفى والقيادة الفاشلة فى دول الشرق الأوسط، تهدد جميعها بتمزيق الحدود الجغرافية إربا وتغيير ملامح خريطة المنطقة.
وتشير الوكالة الأمريكية، إلى أن فى العقود التى تلت استقلال العديد من البلدان العربية، أسست حكوماتها تركيبات حدودية بعضها فرضته بوضع اليد، على الرغم من جمع مزيج من الناس قابل للاشتعال أحيانا داخل هذه الحدود.لكن التاريخ الحديث، خاصة خلال السنوات الثلاث من اضطرابات الربيع العربى، قد أطلق العنان للولاءات والأحقاد القديمة العميقة عابرة الحدود.
وتوضح بالقول إن أحد أعمق هذه الأحقاد هو العداء بين الشيعة والسنة. وتضيف أن الاضطرابات تعيد تشكيل الخرائط فى سوريا والعراق ولبنان وليبيا، البلدان التى نشأت بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، حيث يجرى حاليا تشكيل شبه بلدان داخلهم.
وتهدف دولة العراق والشام لتأسيس دولة الخلافة الإسلامية السنية فى وسط الشرق الأوسط تمتد بين سوريا والعراق، فيما هناك احتمال بدول أخرى تلوح فى الأفق، حيث دولة كردية فى شمال العراق وربما أخرى فى شمال شرق سوريا. ثم ثالثة حول دمشق وساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث معقل الأقلية العلوية الشيعية التى ينتمى لها الرئيس بشار الأسد وهى التى ستمتد لتشمل شيعة العراق.
ويقول فواز جرجس، الأستاذ بكلية لندن للاقتصاد، إن هناك عملية عنف مستمرة لإعادة تشكيل الأنظمة الحكومية التى لم تتمكن من معالجة الخلافات الطائفية والعرقية. وأضاف: “النظام الحالى فى حالة يرثى لها. فالمزيد والمزيد من الناس باتوا يدركون أن النظام فى هيكله وشكله الحالى ينهار“.
ومع ذلك يشير الخبراء إلى أن الحدود الجديدة، التى يتم فرضها بقوة السلاح، لا يمكن الاعتراف بها رسميا، فليس من السهولة إنشاء دولة جديدة، لكن نظرا لضعف السلطة المركزية فربما ليس هناك فرق.
وتخلص الأسوشيتدبرس بالقول إن إنشاء أنظمة فيدرالية فى البلدان التى تشهد صراعات، فى الشرق الأوسط، ربما يكون علاج. إذ من خلال السيطرة اللامركزية، يمكن منح المناطق المختلفة عرقيا أو دينيا الحكم الذاتى الذى يلبى تطلعاتهم للهوية الذاتية، مع الإبقاء عليهم كجزء من دولة متماسكة