وقالت واشنطن بوست بافتتاحية لها إن قصف المستشفيات والمخابز وأسواق الأغذية يجب ألا يكون مفاجئا لمروجي “وقف إطلاق النار” فهو مخطط للنظام معلن من قبل ومعلوم لدى كل الأطراف الداخلية والخارجية.
وأضافت أن هذا القصف للمدنيين بحلب يجب أن يحث واشنطن لتغيير سياستها في سوريا. وقالت إن سياسة واشنطن انحدرت إلى روتين مقزز “وزير الخارجية الأميركي جون كيري يتباحث مع نظيره الروسي حول كيفية وقف أعمال العنف، بينما يصر على أن لأميركا خطة باء إذا فشلت محادثاتهما، وبعد ذلك تقوم روسيا والنظام السوري بقصف المدنيين والمعارضة التي يدعمها الغرب، ثم يعلن كيري إدانته وغضبه وينسى إعلانه عن خطة باء، ويعود للتباحث مع الروس”.
السبيل الوحيد
ودعت الصحيفة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تزويد المعارضة السورية المسلحة بالأسلحة لوقف هجمات سلاح الجو السوري على المدنيين، قائلة إن ذلك ليس عملا أخلاقيا فحسب، بل هو السبيل العملي الوحيد لإجبار نظام الأسد وحلفائه للتفاوض بجدية بشأن مستقبل البلاد “ولا تزال أمام أوباما فرصة لتخفيف أخطائه السابقة وشق طريق لسلام سوريا”.
وفي تقرير لها، نقلت الصحيفة استمرار القصف وازدياد عدد الضحايا، في الوقت الذي تصاعد فيه غضب المنظمات الدولية ومنظمات العون الإنساني وحقوق الإنسان مما يجري، ونقلت تصريحات لمسؤولين عن هذه المنظمات تندد بتقاعس الحكومات والأمم المتحدة أمام مأساة حلب.
وقالت وول ستريت جورنال الأميركية إن العنف المتصاعد في حلب وحولها أعاد سوريا إلى الحرب متعددة الأطراف، وعرقل الجهود الدولية لمحاربة تنظيم الدولة ولتثبيت “الهدنة”.
مذبحة
كذلك نقلت عن مسؤولي بعض المنظمات تصريحات تصف الأحوال في حلب. ونسبت إلى رئيس جمعية ذوي القبعات البيض-فرع حلب بيبارس مشعل قوله إن ما يجري بالمدينة “مذبحة” وإن حلب “تحترق” وعن رئيسة المجموعة في سوريا ماريانا غاسير قولها “لا يوجد مكان آمن بحلب، ولا حتى المستشفيات”.
وانتقدت الصحيفة واشنطن والأمم المتحدة التي قالت إنهما لا تزالان تتعلقان بـ “وهم استمرار وقف الأعمال العدائية”. ونقلت عن منظمات العون الإنساني تحذيرها من استمرار الكارثة بحلب.
وفي الصحف البريطانية، قالت غارديان إن الغارة في حلب على مستشفى القدس يجب أن تكون دعوة للأمم المتحدة لاتخاذ قرار فوري لمنع أي هجمات أخرى مماثلة في المدينة.
أهداف موسكو
وقالت فايننشال تايمز إن الهجمات التدميرية على حلب أنهت “اتفاق وقف الأعمال العدائية” وكشفت عن أحد أهم أهداف موسكو من تدخلها العسكري بسوريا في سبتمبر/أيلول الماضي، وهو مفاقمة أزمة اللاجئين في أوروبا.
وأوضحت أنه ومنذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السحب الجزئي لقواته من سوريا، ظلت موسكو تزوّد النظام السوري بالأسلحة بكثافة ليسيطر على مناطق المعارضة التي ليس لتنظيم الدولة وجود بها.