تنتشر الشيشة في عدّة دول عربية وأوربية، وقد دخلت العالم العربي عن طريق الدولة العثمانية قديماّ، ويقبل عليها كثيرون سواء أكانوا رجالاّ أم نساء، لكن في الآونة الأخيرة ظهرت بشكل ملحوظ بين الفتيات اللاتي تُعلّق عليهن الآمال في تربية أبناء أصحاء يُعوّل عليهم في بناء المجتمع، وطبعاً تتم عملية التّدخين بالشيشة (الأركيلة) عن طريق تمرير الدخان عبر الماء لتنقيته واستنشاقه عن طريق الفم، لكن التجمع الكثيف للدخان في الزجاجة يجعل الشخص وكأنه يدّخن عشرين سيجارة في جلسة واحدة، فالشيشة عبارة عن تبغ ممزوج بالعسل الأسود أو السكر اللاصق مضاف إليه نكهات الفاكهة المختلفة، ويشتعل هذا التبغ عن طريق الفحم، ويُستنشق مروراً بالماء.
ولعل ظاهرة مشاهدة طفل مريض أو امرأة تعاني من ذبحة صدرية وأب مدخن، عادة قديمة، لكن الأمر الآن تغير؛ حيث أصبح الأطفال هم من يعانون من ذبحة صدرية، ورب الأسرة يجول بالأسواق بحثاً عن المعّسل والشيشة لزوجته ويشاركها شرب الشيشة متناسيا دوره مربٍّ ودورها كمربية.
تقول أم هاني” إن السبب في خوض الفتيات تجارب تدخين الشيشة هي تقليد أعمى للرجال، وسلوك خاطئ يشوه صورة الفتاة واتزانها أمام المجتمع، وأعتبر أن جمال الفتاة في أنوثتها وليس في فرد عضلاتها والقيام بما يقوم به الرجل من شرب للأركيلة ونشوب روائح كريهة” كما تكشف “هاجر”(25عاماً) الأوضاع السائدة في وطننا سوريا والخوف الدائم من المجهول جعلني أعاني من أزمة نفسية وتوتراً يسيطر على كياني فأستسلم له وتطاردني أحلام مزعجة، وذات يوم قدمت لي صديقتي هدية (أركيلة) لعلها تخلّصني من شحنة التوتر والغضب ومع استمرار تردي الأوضاع صار لدي رغبة جامحة في شرب الأركيلة وماهي إلا فترة قليلة انتابني صداع وفقدت وزني بشكل ملحوظ حينها اتخذت قراري بالعلاج وكان أوله الإعراض عن شرب الأركيلة كي أستعيد حيويتي.. فلا أحد يملك حياة وردية.. ولا رأساً خفيفاً من الأعباء”.
كما تصرح هند (20عاماً) ” انتقل مرض السل إلى صدري عن طريق العدوى من أحد الصديقات لدى تقديم الشيشة لي في أحد الأعراس، تعبيراً منها عن حبها لي، وبعد فترة قصيرة علمت بمدى الإصابة البالغة لديها بذلك المرض، فكيف اجتمع في قلبها حبها لي ورضاها بنقل المرض إلى قلبي؟!”.
وتكشف سارة” كنت متأثرة بالمجتمع العصري الذي أعيش فيه ورغبتي بالانتماء لهذا المجتمع جعلني من مدخني الأركيلة بالإضافة إلى اعتقادي الخاطئ أن التدخين وسيلة فعالة للحفاظ على رشاقتي باعتباره سبباً في فقدان الشهية “.
ولا ننسى معظم الشباب لا يفضلون الفتاة المدخنة للأركيلة لأن التدخين بنظرهم يخدش الأنوثة كسلوك غير مرغوب به، وله تأثير في جمال الفتاة، إذ إنه يقلل من نضارة الوجه ويؤثر على لون الشفاه واللثة، فالفتيات أكثر عرضة للاعتياد على النيكوتين من الشباب، صديقة سارة تقدم نصيحة للفتيات اللواتي يخضن تجارب شرب الشيشة “هي أخطر بكثير من السجائر وتحتوي على المواد المسببة لمرض السرطان نفسها، كما تحتوي على نحو 4000 آلاف مادة ضارة، كما تؤثر على سلامة الأسنان، عداك عن الروائح الكريهة المنبعثة من الفم والملابس، أختي الأنثى إياك أن ترمي بنفسك للتهلكة؛ فسلامة جسدك تحتاج لكثير من الأهمية كونك أماً لأبناء المستقبل وطبعاً فاقد الشيء لا يعطيه.. ابتسامتك الجميلة رمز العطاء والأنوثة كوني في من وصفن بالبكر الأطهار الحور العين، ألستن أكثر أنوثة وجمالا وعطاء.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد.