منعت الشرطة التركية بالقوة أمس، مئات من الناشطين الأكراد من الوصول إلى المحطة الرئيسة للقطارات في أنقرة، لإحياء الذكرى السنوية الأولى لمقتل أكثر من مئة شخص، بتفجيرين انتحاريّين تبنّاهما تنظيم «داعش».
وأشارت السلطات إلى أسباب أمنية، لمنع التجمّع، في الذكرى الأولى للهجوم الأكثر دموية في تاريخ تركيا، اذ أوقع 103 قتلى و500 جريح، في 10 تشرين الأول (أكتوبر) 2015، عندما فجّر انتحاريان نفسيهما في حشد لناشطي سلام أكراد، كانوا يتجمّعون أمام محطة القطارات الرئيسة في العاصمة.
وأغلقت الشرطة الطرق المؤدية إلى المحطة، ومنعت المتظاهرين من الوصول إليها، وطاردت بعضهم وضربتهم بهراوات، واعتقلت بعضهم. واستخدمت الشرطة غازاً مسيلاً للدموع وخراطيم ماء ورصاصاً بلاستيكياً، ضد المحتجين الذين ألقى بعضهم زجاجات وحجارة، هاتفين «دولة قاتلة»، وهم يحملون لافتات وأعلاماً لجمعيات كردية. وسمحت الشرطة لأقارب الضحايا وممثلين عن المجتمع المدني، بالوصول الى موقع الهجوم، ووضع باقات زهر إحياءً للذكرى. وشارك في التجمّع الذي منعته الشرطة، رئيسا «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي صلاح الدين دميرطاش وفيغن يوكسكداغ.
ويبدي أقارب الضحايا استياءً من بطء التحقيق في الاعتداء، اذ لم تُحل السلطات أي شخص على العدالة في هذا الصدد. وذكّر متظاهر بتوقيف عشرات الآلاف من الأشخاص، للاشتباه بصلتهم بجماعة الداعية المعارض فتح الله غولن المُتهم بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز (يوليو) الماضي، فيما لم يُحاكَم شخص واحد في تفجير أنقرة.
وكانت تقارير أفادت في حزيران (يونيو) الماضي بأن مدعين عامين في العاصمة وجّهوا اتهامات لـ36 مشبوهاً، على خلفية الهجوم، بينهم 10 احتُجزوا احتياطاً. ولكن لم تُعرف معلومات إضافية عن وضعهم ولم يُحاكموا.
في غضون ذلك، أعلن الجيش التركي أن قوات الأمن قتلت منذ أواخر آب (أغسطس) الماضي، 417 من مسلحي «حزب العمال الكردستاني»، فيما جُرح 61 واستسلم 41 واعتُقل 18.
وأشار الجيش إلى مقتل 88 وجرح 152 من قوات الأمن، معتبراً أن عملياته قلّصت قدرة «الكردستاني» على شنّ هجمات، ما دفعه إلى التركيز على هجمات بعبوات ناسفة بدائية الصنع وتفجيرات انتحارية تستهدف مدنيين. وشدد على أن «العمليات ستتواصل بالتصميم ذاته، إلى حين تحييد آخر عنصر إرهابي».
إلى ذلك، أعلن مكتب حاكم إقليم فان في جنوب شرقي تركيا، أن مسلحي «الكردستاني» قتلوا بالرصاص مسؤولاً من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في منزله.
الحياة