بعد حرب دامية أثقلت مواجع السوريين، واستنزفت خيرات بلادهم ومواردها البشرية وخاصة فئة الشباب بين معتقلين وشهداء ومهجرين ولاجئين، فكانت الخدمة الإلزامية هاجسا يهدد حياتهم في سبيل انضمامهم لجيش عمل نظامه جاهدا على إخماد نور ثورته السلمية منذ بدء صيحاتها الأولى ليتمادى بعدها ويتحول لجيش يقتل كل من يخرج بوجه نظامه ويطالب بالحرية وتحقيق المساواة.
فكان السفر والهجرة خارج سوريا أو باتجاه المناطق المحررة ملاذا لكثير من الشباب، وبعد عجز شعبة التجنيد عن استقطاب أعداد المطلوبين للخدمة الإلزامية وخساراتها المتكررة لجنودها في المعارك مع الثوار، كان لابد من إجراءات احترازية تضمن لقوتها البقاء ومواصلة عملها في محاربتهم، وهنا فتحت باب تدخل قوات أجنبية على أراضيها، فلجأت لاستصدار قرار سحب الشباب لخدمة الاحتياط تدريجيا وتقديمها مغريات مادية لهم.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا بحملة يقوم بها النظام تهدف لسحب الموظفين في دفعة جديدة من الاحتياط لمساندة قواته، وتداولت المواقع تفاصيل عن الحملة التي تتوجه حتى عمر 50 عاما وخصت بالذكر لموظفي مناطق المعارضة الذين التحقوا بوظيفتهم في مناطق النظام.
وكعادة النظام ما إن تسبب هذا الخبر بعد ضجة إعلامية بتخوف من يشمله القرار وأخذ يخطط كيف سينفذ منه، قام بتكذيب الخبر وأنه عار عن الصحة، فقد نشرت صفحة “يوميات قذيفة هاون” المؤيدة أن أعلى سن للطلب على الاحتياط بلغ 42 عاماً، وإن ما نشرته بعض الصفحات حول الطلب حتى الـ50 عاماً غير صحيح، وأن الأعمار التي روج لها غير واقعية والمعلومات الكاذبة لإشاعة نوع من الضياع.
ووردت تعليقات كثيرة على الصفحة التي نفت المعلومات ومعظمها ساخرة، وبحسب المثل “أهل مكة أدرى بشعابها” ويعلمون جيدا ما يحصل على أرض الواقع بغض النظر عن أي قرار يصدر من الحكومة الموقرة، ومن التعليقات:” هلق انا مغترب وانطلبت احتياط ؟؟ ياترى اعتبر خاين عند الدولة، انا واثق مية بالمية أنو رح يعتبروني خاين وارهابي وممول ومسلح وداعشي ووووووو مليون تهمة ؟؟؟!!انا جاهز اخدم بلدي بوجه العدو الاسرائيلي غير هيك لا لا، حاج تضحكو العالم عليكم والي بيسمع أخباركم بفكر حالو مو عايش بالبلد وشايف”.
وعلق أيضا يحيى دحدوح:” قال اشاااعاات قااال … من يومين اجت ورقة للمختار ٣٠٠ اسم احتياط وأعمار مو متوقعة، ولساا بتقلي هالحكي خالي من الصحة، حاج كلااام فاااضي”.
لطالما كان الدفاع عن الوطن وحمايته من أي خطر قد يصيبه واجبا على كل مواطن غيور عليه، لكن ألم يفكر مسؤولو النظام وقادته العسكريون لماذا هذا النفور والهرب من الالتحاق في صفوفهم، هل لأنهم سيقاتلون شعبهم؟، أم لأنهم سيخوضون حربا طويلة الأمد ومجهولة المصير ليصبحوا جنودا مؤبدين.
المركز الصحفي السوري_ سماح الخالد