أظهرت الأيام الماضية نوايا واشنطن المستقبلية في سوريا، فلقد كشفت الإدارة الأمريكية بعضاً من أقنعتها السياسية فيما يتعلق بمستقبل سوريا ومصير رأس النظام “بشار الأسد” وخاصة قضية رحيله.
في تصريحات لبعض المسؤولين في إدارة “دونالد ترامب”، التي بدأها وزير الخارجية ” ريكس تيلرسون” قبل عدة أيام خلال زيارته لتركيا، قال فيها: “قضية مصير الأسد يحدده الشعب السوري على المدى البعيد”.
كما تحدثت مندوبة الأمم المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة “نيكي هالي ” عن أولوية القضاء على الإرهاب قبل الحديث عن مستقبل الأسد، رافق هذه التصريحات ما أعلنه البيت الأبيض، السبت الماضي، عن مصير الأسد، إذ أعلنت الولايات المتحدة أن مصير الأسد ليس من أولوياتها
جاء موقف البيت الأبيض مؤيداً لتصريحات وزير الخارجية والمندوبة الرسمية في الأمم المتحدة بشأن تقرير الشعب السوري لمصير الأسد.
قوبلت هذه المواقف بتذمر واستياء من السيناتور الأمريكي “جون ماكين” رئيس لجنة الشؤون العسكرية التابعة للكونغرس، إذ أنه رد على تلك المواقف بنوع من السخف قائلاً: ” وهل بات الشعب السوري يملك القرار لاختيار قائده بعدما اجتمع حلفاء النظام بكل قوتهم لتهجيره وقتله؟؟”.
وأعرب بموقفه أن هذه التصريحات تأتي في غياب استراتيجية واضحة وحقيقية لإدارة ترامب حيال موقفه من تنحي الأسد.
وعقب هذه التصريحات للبيت الأبيض تأتي زيارة “حجاب” المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات لواشنطن للقاء وزير الخارجية الأمريكية “ريكس تيلرسون” لمناقشة قضية رحيل الأسد على هامش دعوة من معهد “كارينجي” للسلام في الولايات المتحدة الأميركية لحضور ندوة عن مستقبل سوريا.
تعد هذه الزيارة الرسمية الأولى للمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات لواشنطن بعد تولي إدارة “ترامب” مقاليد الحكم في البيت الأبيض، جاءت للوقوف على تطورات الوضع السياسي في سوريا، كما أنها ستتداول مصير رأس النظام ” بشار الأسد” فيما يتعلق بتنحيه، خاصة بعد التصريحات المتتالية لإدارة “دونالد ترامب ” التي تتعلق بمصير الأسد، إذ أكد البيت الأبيض أن أولوية أمريكا في سوريا تكمن في محاربة تنظيم الدولة وليس في رحيل بشار الأسد معتقدة أن مصير الأسد يقرره الشعب السوري.
ولكن المعارضة السورية ترى أن بقاء الأسد في السلطة يشكل عقبة أمام أي حل حقيقي للقضية السورية، هذه العقبة التي أطالت أمد الصراع على حساب الشعب السوري الذي يعد الضحية الأولى في هذه الأزمة في ظل غياب أي عملية انتقالية سياسية للسلطة.
جاء توقيت الزيارة بعد يوم من إعلان المبعوث الدولي إلى سوريا “ستيفان دي ميستورا” انتهاء جولة المفاوضات في جنيف بين الأطراف المتنازعة، التي لم تحقق سوى مزيد من المعاناة للشعب السوري.
انتهت هذه المفاوضات دون تحقيق أي تقدم أو تطور في العملية السياسية على صعيد الانتقال السياسي في ظل غياب إدارة دولية لإيجاد حل للصراع في سوريا، فقد أكدت المعارضة السورية أنه لا جود لأي حل سياسي في سوريا بعيداً عن وجود دور أمريكي فعال في المفاوضات.
إذ قال رئيس الوفد السوري المعارض في جنيف خمسة “نصر الحريري” في مقابلة مع قناة “الحدث” التلفزيونية “أنه لا يمكن التوصل لحل سياسي في سورية بدون مشاركة الأمريكيين في المفاوضات”.
في حين صرحت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض “شون سبايسر”، حول موقف ترامب من بقاء الأسد في السلطة أو الإطاحة به، إن هناك واقع سياسي علينا تقبله فيما يخص موقفنا الآن”.
في الوقت الذي أكد فيه رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري: ” إن الانتقال السياسي هو أساس الحل في سوريا ومحاربة الإرهاب يكون عبر إزاحة بشار الأسد من السلطة فوراً.
مازالت قضية رحيل الأسد مطروحة على طاولة النقاش، فهل يا ترى سيثمر لقاء المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات في تغيير رأي الإدارة الأمريكية حول قضية رحيل الأسد !!.. هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.
المركز الصحفي السوري_ نور سالم.