نشرت جريدة البعث الموالية للنظام السوري، أن وزارة السياحة طرحت نحو 40 مشروعا سياحيا، عبر معرض أقيم في اللاذقية بفندق “لاميرا ] المرديان[” بحضور المدير العام لهيئة تنفيذ المشاريع السياحية المهندس” سليمان كناني” وبدعم من وزير السياحة ” بشر يازجي”، وكان الهدف من المعرض تحقيق مبدأ التشاركية لاستكمال النهوض بالقطاع السياحي والمساهمة في إطلاق المشاريع خلال مرحلة إعادة الإعمار! وكأنهم يتكلمون عن غير سوريا التي نعيشها، فسوريا يا سادة تعيش أسوأ أحوالها الاقتصاد.. فعن أي فترة إعمار يتحدث؟
“الوزارة تهدف إلى الوصول لدليل سياحي سوري متكامل”!، هذه الرؤية الجديدة التي طرحها وزير السياحة الـ” بشر يازجي”، فخلال اجتمع الوزير مع مجموعة من المصورين الاحترافيين والهواة والمصممين، وأصحاب بعض وسائل التواصل الاجتماعي المشهورة، فقد أكد على البرامج التي بدأت بها الوزارة وما وصلت إليه فرق العمل من خطوات مميزة بما يسهم في دعم برامج السياحة الريفية وبرنامج سياحة المغتربين!
يضيف سيادة الوزير ” هذه البرامج ساعدت بعودة السياحة لسورية”، كما أكد الوزير” أن المواطن شريك في ترويجه لصورة سورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي”،” فعليه نقل كل ما يساهم في عرض الصورة المشرقة لسوريا ليجذب المغتربين والسياح”.. متناسيا أن الحرب الدائرة على الشعب السوري وتهجير سكان الريف هي إحدى معوقات السياحة، إضافة إلى القصف العشوائي والمستمر من قبل الطيران الحربي، فأي صورة يجب أن ينقلها المواطن.. وأية شراكة تلك التي يتحدث عنها، هل هي في بيته الذي قصفه النظام أم أطفاله المشردين داخليا وخارجيا؟ فلا أحد من المغتربين السورين أو حتى الأجانب من الممكن أن يفكروا القدوم في مثل هذه الظروف إلى سوريا.
أما الخبر الأبرز على موقع وزارة السياحة السورية فهو ” تشديد الرقابة الصحية والغذائية على المنشآت السياحية مع اقتراب الموسم السياحي الصيفي”!، في حين أن أغلب المنشآت السياحية يقطنها سكان نزحوا من مناطق فقدها النظام في الفترة الأخيرة، دون تسجيل أي سائح من خارج الوطن ما عدا الدول الصديقة للنظام السوري مثل “روسيا وإيران”، ومع ذلك حال الفنادق يشهد تراجعا كبيرا في الخدمات وغلاءً كبيراً في الأسعار بحجة ارتفاع الدولار، وغلاء المواد الأولية للمأكولات.
نقلا عن معهد ” ليفانت للدراسات” (معهد ليفانت جزء من شركة ” مركز ليفانت للدراسات” المسجلة في كندا- مونتريال المهتمة بالدراسات الشرق أوسطية ) إن قطاع السياحة قبل الثورة السورية كان يجني حوالي 5 مليارات سورية أي حوالي 100مليون دولار، لتبلغ خسارة القطاع عام 2014م أكثر من 350مليار ليرة سورية أي حوالي 2مليار و300مليون دولار تقريبا، فكيف لوزير السياحة أن ينهض بقطاع السياحة بعد كل هذه الخسائر.
يُعدّ قطاع السياحة الأكثر تضررا في سنوات الثورة السورية الخمسة؛ فمنذ اندلاع الاحتجاجات، غادر أغلب السياح الأجانب بطلب من دولهم خوفا على حياتهم، كما أن النظام فقد معظم مواقعه الأثرية، ومنها ما تدمر بشكل كامل ليسرق الباقي على أيدي ميليشيات مسلحة مختلفة وعصابات النظام الوطنية، وغير الوطنية ، التي سهلت سرقة كثير من الآثار وهربتها لدول أوربية عدة، فقطاع السياحة يعتمد على المواقع الأثرية بشكل كبير جدا، ليكون بدوره ضمن خسائر قطاع السياحة..
وأخيرا لا بد من توجيه السؤال للمواطن السوري في كل من المناطق المحررة والواقعة تحت سيطرة النظام: هل تستطيع خطط الوزير الوهمية إخفاء واقع السياحي المنهار؟
الإجابة برسم المواطن
المركز الصحفي السوري – أماني العلي