كالعادة يواجه السوريون كل الصعوبات في حياتهم اليومية بالسخرية منها، فارتفاع الدولار لحدود خيالية لاقى موجة من السخط على النظام للحال الذي أوصل البلاد له، وموجة من النكت والصور الكاريكاتورية، فقد وصل سعر الدولار في مناطق النظام حوالي 544 ليرة في حين أن في المناطق المحررة اليوم 535 دولار. النظام يقف عاجزا في مثل هذه الأزمة، ويعلل أن سبب الأزمة هي السوق السوداء وسحب الكثير من تجار الحرب العملة الصعبة، ليكون الارتفاع بهذا الشكل الجنوني، ففي اليوم الواحد يسجل الدولار ارتفاع أكثر من 20 ليرة، في حين علل اقتصاديون وخبراء، أن الارتفاع حصل منذ إعلان روسيا بدء سحب قواتها من الأراضي السورية. وكما ذكر عضو الائتلاف هشام مروة لـ”الشرق الأوسط” بأن تدني قيمة العملة السورية إلى هذا الحد يبدو واضحا أنه شكل من أشكال الرسائل الدولية للنظام السوري، ليستعد للانتقال السياسي، وأيضا تراجع الدعم والإيراني للمصرف المركزي السوري بالعملات الصعبة. الشارع السوري عبر عن الارتفاع بقولهم” نص الالف دولار ” لينشر ناشطون نعوة تعزية بالليرة السورية، ليسخر البعض من الشبيحة “صار الشبيح يقاتل ببلاش، بعد ماكان يقبض 50 دولار وحدى قدو هلاء راتبو مابوصل ل15 دولار”، لتنتقل حمى السخرية من الدولار للأسواق فيعلق أحد الباعة لوحة مكتوب عليها :”الرجاء عدم التصفير بخلقتي عند سماع الأسعار … بدك تصفر روح صفر بوجه الدولار”. ” المواطن صار ينزل ع سوق ياخذ سلفي والغلاء خلفي ويرجع ع البيت” هكذا عبر المواطنون عن الغلاء الحاصل في الأسواق بعد ارتفاع الدولار، فالمواد الغذائية سجلت ارتفاعا خياليا ليصل سعر الأرز العادي 700 ليرة ولتر زيت العادي لـ700 ليرة سورية في حين السكر يواصل ارتفاعه ليصل إلى 400 للكيلو الواحد، ليشمل الارتفاع الخضار والفواكه وجميع المستلزمات الحياتية. الذهب شارف ثمن الغرام الواحد لـ 20 ألف ليرة خلال أيام بسيطة، ليعزف الكثير من الشباب عن شرائه الذهب وتعلق على ذلك بالقول:” الزواج في سوريا لمن استطاع إليه سبيلا” في حين سخر شاب من حال غلاء الذهب وأنزل خواتم معدنية وكتب عليها من تقبل الزواج بي. في المقابل ونقلا عن صحيفة البعث استهجن مصرف سورية المركزي التخبطات السعرية في سوق القطع، معتبرا في بيان له أمس أنه لا مبرر لها وأنه مستمر اليوم بالتدخل بسعر 450 ليرة، مؤكداً أنه يعمل بجهد حثيث للحفاظ على الاستقرار النسبي لسعر صرف، وحدد مصرف سورية المركزي سعر صرف الدولار اليوم بـ441 ليرة، وعلل الارتفاع بقول أنه يغلب على حركة التداولات موجة البيع للدولار الأمريكي، ما يؤكد عدم مصداقية هذه الأسعار. توقعات التجار والكثير من المواطنين ببلوغ الدولار لألف ليرة سورية، فالنظام يراوغ في المفاوضات مع المعارضة، في حين يواصل القصف والحصار لبعض المناطق جميعها عوامل تفقد الليرة السورية قيمتها.
المركز الصحفي السوري أماني العلي