قــــــراءة فــــي الصحـــف
نشرت صحيفة الـ”نيويورك تايمز” الأمريكية تقريرًا يرصد معاناة أهالي سوريا، وكيف بعد 5 سنوات من الحرب لا يتمكنون من الحصول على الطعام اليومي.
ويزداد الأمر صعوبة خصوصًا في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة والتي يفرض عليها نظام الأسد الحصار، باعتباره سلاح حرب، ما أدى إلى نقص الغذاء والدواء.
وقال مضر شيخو، ممرض ويبلغ 28 عامًا، في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة شرق حلب، إنه تمكن من تخزين مواد غذائية قبل قطع طريق الإمدادات هذا الصيف، مشيرًا إلى أنه وزوجته يعيشان على وجبات بسيطة من المعكرونة والفاصوليا والخضراوات، متابعًا: “نأمل الحصول على بعض الخضروات والفاكهة”.
ولم يكن حال هالة عبد الوهاب البالغة 24 عامًا، والتي تعمل مدرسة في مدينة مضايا المحاصرة، أفضل من سابقها كثيرًا، فأوضحت أنها تأكل وجبة واحدة يوميًا من العدس والأرز والبرغل والحبوب، دائمًا تكون ما بين الساعة الـ2 و 3.30 ظهرًا، مشيرة إلى أن تلك الوجبة تكون ثقيلة ما يدفعها بعد 20 دقيقة من تناولها إلى التقيؤ.
وتحدثت فاطمة، 26 عامًا، والتي تعيش شرق حلب، عن معاناتها مشيرة إلى أنها الوقود الذي يعمل به الفرن نفد منذ أسابيع، ما جعلها تعتمد على أي نار تشعلها من الخشب أو البلاستيك المعاد تدويره لتتمكن من طهى الطعام، متابعة: “أحيانًا أعد المعكرونة لتناولها في وجبة الإفطار والغداء والعشاء، لأن ليس لدينا خبز”، مشيرة إلى أنها كل عدة أيام تشترى 6 أرغفة لأسرتها المكونة من 5 أفراد، لكنها لا تكفى.
وعلى الجانب الآخر، أوضحت الصحيفة في تقريرها أن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام الحياة فيها تبدو أكثر طبيعية.
فقال مؤيد، البالغ 19 عامًا، يعمل في محل ملابس، ويعيش في دمشق، إن أسعار الطعام زادت 10 أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب في سوريا، لكن الحياة لا تزال تسير بشكل طبيعي.
وفي ذات الموضوع عنونت صحيفة الـ “واشنطن بوست”، “كبار السن يواجهون الموت بمفردهم في حلب”
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية: إن الحرب في سوريا تسببت في كارثة لقرابة 200 ألف شخص يعيشون في شرق حلب، لكن أكثر فئة سكانية تعاني من ويلات الحرب هم كبار السن، الذين يواجهون ظروفا صعبة للغاية، فبعضهم يختار أو يُطلب منه تقديم التضحيات لأفراد الأسرة الأصغر سنا، أو يتركون لمواجهة مصيرهم بمفردهم بعد فرار الأبناء والأحفاد إلى بلدان أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أحد قاطني حلب، يبلغ من العمر 70 عاما، يجد نفسه محاصرا في شرق حلب، تدمر الغارات الجوية الحي الذي يعيش فيه، بينما يجبره الحصار الوحشي الذي يفرضه النظام السوري على تناول أقل القليل من الطعام، ليوفر ما يكفي لباقي أفراد الأسرة، ليزداد شعور الرجل بالضعف والخوف والعجز.
وتقول الصحيفة: إنه خلال الأشهر الأخيرة قامت الطائرات الحربية التي يستخدمها نظام بشار الأسد وحليفته روسيا باستهداف المستشفيات والمنازل في المدينة المحاصرة، وساعد على تفاقم الوضع الإنساني نقص الغذاء والوقود بسبب الحصار الذي تفرضه القوات الموالية للنظام، التي لا تزال تسيطر على الأجزاء الغربية من المدنية.
وأضافت: إن عمال الإغاثة في شرق حلب يؤكدون أنه بات من المستحيل توفير أدوية علاج أمراض القلب والسكري والروماتيزم وغيرها من الأمراض، التي عادة ما ترتبط بكبار السن. بل إن المرافق الطبية التي تواجه ضغطا يفوق طاقتها، تجد نفسها مضطرة في كثير من الأحيان لصرف كبار السن الذين يعانون تلك الأمراض، نظرا لوجود عدد هائل من الحالات الأكثر إلحاحا، مثل الإصابات بشظايا وغيرها من الجروح الناجمة عن الحرب.
يقول بابلو ماركو مدير عمليات الشرق الأوسط لمنظمة أطباء بلا حدود: إن الوضع أصبح سيئا للغاية، لأن هناك أقل من 36 طبيبا فقط مستمرون في العمل في شرق حلب، ولا توجد سوى وحدة واحدة لغسيل الكلى صالحة للعمل، مضيفا أنه في حالة توقف هذه الوحدة عن العمل فإن هذا سيعني المزيد من حالات الوفاة، “الأطباء ليس لديهم الوقت والإمكانات لرعاية الأمراض المزمنة، التي إذا لم تعالج بشكل صحيح، فسوف تنتهي بالوفاة في غضون أسابيع وأشهر”.
المركز الصحفي السوري _ صحف